المستخلص: |
تزامن الاختفاء شبه الكامل لاستعمال "القرعة" كآلية لإسناد المناصب السياسية مع الحقبة التاريخية التي شهدت نشأة النظم الدستورية التمثيلية الحديثة. إذ أبصرت تلك "الديمقراطيات" النور من رحم ثقافة الفكر الليبرالي، المعادي للفكر الديمقراطي التقليدي الذي هيمن على أثينا القديمة... فقد خسرت "القرعة" المبارزة التي خاضتها مع "الاقتراع الانتخابي" ابتداء من الربع الأخير للقرن الثامن عشر، على الرغم من تربعها لعقود طويلة من الزمن على عرش الآليات الأكثر ديمقراطية لإسناد المناصب السياسية. في حين، وقع اختيار "الآباء المؤسسين" للجمهوريات الحديثة على الاقتراع الانتخابي، لضمانه تسلم قوى ارستقراطية مقاليد الحكم بعيدا عن التوريث السياسي. بناء عليه، لابد لنا من التوقف على "القطيعة التاريخية التي أحدثتها ثورات الإصلاح الدستوري الليبرالية على المسيرة الطويلة لتقاليد الحكم الديمقراطي من خلال تقديم قراءة تاريخية نقدية حول آلية القرعة والاقتراع الانتخابي. لذلك فقد حاولنا في بحثنا تبيان أسباب انهيار القرعة كآلية ديمقراطية لإسناد المناصب السياسية، قبل انتقالنا إلى الإضاءة على التفسيرات النظرية والعملية لـ "كسوفها" عن "الفضاء" السياسي والجهود التي بذلت لـ "دمقرطة" الاقتراع الانتخابي، رغم تغلغل الجانب الارستقراطي في بنيته.
Given the understanding derived from Montesquieu, Rousseau and other Enlightenment philosophers and political thinkers between the opposition of, on one hand, sortition as a democratic mechanism and, on the other hand, election as an aristocratic instrument, this paper considers why, after the American and French revolutions, sortition was not conceived as a viable mechanism for a system of governance based on foundational beliefs in the democratic equality of all citizens. We argue that the historical “triumph of election” over sortation at the time of the birth of modern representative government was a consequence of the natural right of consent, alongside circumstantial and ideational factors.
|