المصدر: | عالم الفكر |
---|---|
الناشر: | المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب |
المؤلف الرئيسي: | المصباحي، محمد عزيز (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Al-Misbahi, Mohammad |
المجلد/العدد: | مج 38, ع 1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
الكويت |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الشهر: | سبتمبر |
الصفحات: | 209 - 233 |
ISSN: |
1021-6863 |
رقم MD: | 139215 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, EcoLink |
مواضيع: |
الكذب السياسي
| الخطاب السياسي
| الحق
| الكذب
| التاريخ
| الفلسفة السياسية
| المصطلحات
| الفكر
| كانط
| الفلسفة الأخلاقية
| الخطابة
| النظم السياسية
| الحكومات
| المستويات السياسية
|
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
أن الكذب السياسي مفهوم إشكالي لا يمكن الجزم بشأنه بطريقة قطعية، والقول بأن له ماهية ثابتة على ضوئها ينبغي الحكم عليه حكما مطلقا. ففي كل حقيقة، وفي كل قول صادق يوجد شيء من الشك. ويضفي الطابع الإشكالي على مفهوم الكذب السياسي نوعا من التاريخية، التي تجعل من الممكن الكلام عن حداثة، بل وعن ما بعد حداثة الكذب السياسي بالقياس إلى أزمنة الكذب الكلاسيكي. فالفرق كبير، كما تقول أرندت، بين الكذب التقليدي بوصفه فعلا لإخفاء الحقيقة، والكذب الحديث بوصفه تدميرا لها. فالكذب ما بعد الحداثي يعرف أنك تعرف الحقيقة، ولكنه يصر على أن يدمرها بكل وقاحة أمام ناظريك ليضع في محلها ((حقيقة)) أخرى ملفقة بواسطة أفاعيل الخيال المسلح بتقنيات الصورة والتواصل والإعلاميات الحديثة. إن العمل على تنصيب ((حقيقة)) الدولة الضخمة مكان ((حقيقة الواقع)) المتواضعة، والعمل على ((تبييضها)) بواسطة التقنيات الحديثة صار صانعة نافقة في الدكتاتوريات كما في الديموقراطيات على حد سواء. وهذا التكالب الهائل على الحقيقة يشكل خطرا كبيرا على الإنسان، على الحرية وعلى الديموقراطية. وإذا كانت السياسة مضطرة إلى استعمال الوقائع والحقائق، لا في معانيها المعتادة، أو في مجاريها الجمهورية، بل في معان جديدة وصور غير منتظرة خدمة لأهداف التغيير الضروري للوجود السياسي، فإنه ينبغي ألا نجعل السياسة تنتصر على الحقيقة، لأن هذا الانتصار، كما تقول أرندت، هو الذي أدي إلى قيام الأنظمة الكليانية. نعم، تسمح السياسة، شأنها شأن فني الحرب واللعب، بالمناورات الضرورية لتحقيق النصر، ولكنها لا تجيز الغش والكذب. وإذا كنا لا ننكر أنه قد تكون للكذب منافع محمودة في بعض المستويات السياسية، فإننا نفضل عدم الكذب حتى لا يتم تخريب الصحة السياسية للجماهير والشعوب فتندفع إلى ممارسة أعمال هو جاء، أو إلى الانكفاء على نفسها والقعود عن دعم المسيرة الديموقراطية في بلدانها. وإذا كنا لا ننكر على السياسة أن تأتي بعضا من الأكاذيب النافعة، فإننا لن نوافق أن تصبح الدولة مصنعا ضخما لتفريخ الأكاذيب، واختلاق الإشاعات، ونكث الوعود والتحلل من الالتزامات، احتقارا منها لشعبها، الذي من الواجب عليه في نظرها ألا يعرف الحقيقة. فالسياسة ينبغي ألا تصبح مرادفة للكذب في أي حال من الأحوال، أو أن يمسي الكذب فنا محترما وعلامة على الانتماء إلى عالم ما بعد الحداثة الهجين. فاستعمال الكذب بشكل منهجي بالنسبة إلى شعب معين يؤدي لا محالة إلى إنهاكه، وإرهاق قدرته على الصبر، وفقدان مناعته إزاء الحقيقة والصدق، مما يغرقه في جو من اليأس، الذي هو الطريق المباشرة نحو العدمية والإرهاب. أليس الإرهاب تجسيدا حيا لسيادة الكذب السياسي في أعلى صوره؟ |
---|---|
ISSN: |
1021-6863 |
البحث عن مساعدة: |
806965 |