ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التخطيط لبناء مواصفة قياسية عربية للمواطنة بمدارس التعليم العام بمصر والكويت

المصدر: الثقافة والتنمية
الناشر: جمعية الثقافة من أجل التنمية
المؤلف الرئيسي: جمعة، محمد حسن أحمد (مؤلف)
مؤلفين آخرين: العصيمى، غالب محمد (م. مشارك)
المجلد/العدد: س23, ع185
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2023
الشهر: فبراير
الصفحات: 149 - 215
ISSN: 2356-9646
رقم MD: 1397874
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: EduSearch
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

5

حفظ في:
المستخلص: تعد الوطنية سمة تبرز مدى ولاء الأفراد لأوطانهم، ذلك الولاء الذي يدعم قوة هذا الوطن، ويحصنه ضد التهديدات التي تلاحقه محاولة تدمير ثوابته، والعبث بمقدراته، والإطاحة بآماله وأحلامه المشروعة، والمواطنة وليدة الوطنية إذ هي الممارسة العملية الواقعية لحب الوطن والانتماء الصادق إليه، ذلك الانتماء الذي يرسخ داخل الوجدان الإيمان بمقدرات الوطن، واحترام خصوصيته، وصيانة تراثه والدفاع الصادق عنه بعيدا عن المطامع والأهواء والأغراض الذاتية الضيقة. إن المواطنة هي روح الأوطان، إذ لا جسد من دون روح، ولا روح من دون جسد، فهي نبض الوطن، وهي التي تنبع من عقيدة إيمانية راسخة تثمر سلوكا خيرا على مستوى الأفراد والمجتمعات، وتعد في الحقيقة مؤشرا على نضج وإدراك الأفراد لأدوارهم في حياة أوطانهم. (حجازي، 2016، 31) والمواطنة هي الفريضة الغائبة في عالم يعج بتغيرات جذرية على كافة الأصعدة تستدعي أن يتمسك بها الأفراد وأن يعودوا إليها ليشاركوا في أجندة الحياة بتنوعاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأخلاقية باحثين عن تحقيق العدالة والولاء والانتماء للأوطان عبر توجهات فردية وجماعية وقومية تؤمن بالمصير الواحد للوطن. (شيفر، 2015، 132) والتوجه نحو إعادة الاعتبار للمواطنة هو توجه نحو إعادة الاعتبار للذات ذات الفرد وذات الجماعة، هذا التوجه هو إيمان بأن قوة الأوطان مستمدة من قوة الانتماء إليها، وضعف الأوطان هو ضعف في مكونات المواطنة التي تحدد إلى أي مدى يمكن للأفراد أن يذهبوا بأوطانهم صاعدين في مدراج المجد والتميز والقدرة على مواجهة التيارات العاتية التي لا يمكن للوطن أن يتصدى لها دون أن يكون لديه أفرد لديهم وعي تام بالمواطنة الحقة وثوابتها الراسخة والتي من خلالها يمكن للوطن أن يواجه بثقة، وأن يغير ويؤثر في الآخرين بقوة، تلك القوة التي هي في الأصل استثمار لمفردات المواطنة بأبعادها وكل ذلك من خلال التعليم فهو مفتاح الأمم نحو بناء رأس المال المادي والبشري الداعم للهوية والمواطنة (كاباندا، 2022، 87)

والعودة إلى قيم المواطنة هي عودة إلى إعادة إنتاج التنوير، تنوير أساسه تعليم نقي يحض على التعايش ويحرص عليه، ويحرم كراهيته الآخر، تعلم يتعدى مرحلتي تعلم لتعرف وتعلم لتكون إلى مرحلة تعلم لتتعايش وتتعلم لتكون وتحب الآخرين، إجمالا المواطنة هي عودة إلى الحياة، وعودة إلى الوطن، وعودة إلى الذات الضائعة. (حسن، 2016، 328) والعودة إلى المواطنة هي عودة مهمة لبلادنا العربية، إذ من خلال هذه العودة يمكن لنا أن نرسخ الولاء والانتماء للوطن، وندعم قيم الحوار والتسامح وقبول الآخر، وندعم التعددية والتنوع وندعم التماسك الاجتماعي ونصون مقدرات الوطن، وخصوصية هويته، وفي نفس الوقت لا تغفل قيم الاستنارة والحديث. (صديق، 2010، 121) ومع ما تشهده مصر وكثير من الدول العربية حاليا من حرب على الإرهاب، ومواجهة صارمة للتطرف وصراعات دولية تستهدف ضرب استقرار وطننا، غدا التأكيد على قيم المواطنة الحقة أمر مهما لا مفر منه لمواجهة ذلك الطوفان الهائل القذر الذي يستهدف الأمن القومي العربي، ويستهدف طمس ملامح الهوية الوطنية العربية تمهيدا لقتل العروبة، وقتل معاني الولاء والانتماء لدى مواطنيها عبر إعلام موجه، وسياقات قذرة من الإرهاب الأسود، وإشاعة لفوضى الاختلاف في ربوع الوطن، كل هذا يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أهمية العودة إلى قيم المواطنة والتسامح والاعتداد بالذات الوطنية العربية الأصيلة. (جوهر وجمعة، 2020، 5) والمواطنة بالمفهوم الجديد هي دعوة للتعايش الإيجابي والتقارب بين جموع البشر في الوطن الواحد والتفاعل مع حضارات الآخر في عصر العولمة وثورة المعلومات والاتصالات والثورة التكنولوجية التي أزالت الحواجز الزمنية والمكانية بين الأمم والشعوب حتى أصبح الجميع يعيشون في قرية كونية كبيرة أصبح التمسك فيها بقيم المواطنة كنزا من أغلى الكنوز. (زقزوق، 2012، 196) إن المواطنة الحقة هي الأمل في استعادة المقدرات الوطنية الغائبة والتي مثل غيابها عبئا ثقيلا أثقل كاهل الأمة، وكاد يعصف بها في وقت تكالب كل الأعداء على الوطن داخله وخارجه مستهدفين أمنه واستقراره ووحدته الوطنية. والمواطنة من خلال مؤسسات التعليم هي نقطة الانطلاق الأولى نحو تحصين الأمة ثقافيا، ودعم استقرارها الفكري والثقافي والاجتماعي والذي يمثل التعليم العماد الأول لهذا الاستقرار إذ هو الداعم للاستقرار وتكافؤ الفرص والمساواة والإنصاف والعدالة الاجتماعية. (سكانلون، 2021، 16- 17)

ISSN: 2356-9646