ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المنافع التعليمية والفكرية للحج في العصر الراشدي "11-40 هـ. / 632-660 م."

المصدر: مجلة الخليج للتاريخ والآثار
الناشر: مجلس التعاون لدول الخليج العربية - جمعية التاريخ والآثار
المؤلف الرئيسي: البابطين، إلهام بنت أحمد عبدالعزيز (مؤلف)
المجلد/العدد: ع18
محكمة: نعم
الدولة: السعودية
التاريخ الميلادي: 2023
التاريخ الهجري: 1444
الشهر: أبريل
الصفحات: 85 - 156
ISSN: 1658-2314
رقم MD: 1400246
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

4

حفظ في:
المستخلص: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه الهداة المهتدين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: يقول الله- سبحانه وتعالى- في محكم كتابه الكريم: (وَأَذِن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ).. لا جدال في أن صدر الآية الكريمة الثانية من هذا الاستشهاد «ليشهدوا منافع لهم» قد ارتبط في أذهان الناس بالمنافع الدنيوية؛ من مزاولة التجارة ونحوها من الأسباب الجالبة للرزق في مواسم الحج، إلى جانب المنافع الدينية من تأديتهم لتلك الشعيرة العظيمة، استجداء للأجر والمثوبة والعفو والغفران من الله- سبحانه وتعالى- في الدنيا والآخرة. وقد اختلف أهل التأويل في معنى المنافع التي ذكرها الله في هذا الموضع؛ فقال بعضهم: هي التجارة ومنافع الدنيا والأسواق، ومنهم ابن عباس، وأبي رزين، وسعيد بن جبير، وقال آخرون منافع دينية ودنيوية؛ وهي الأجر في الآخرة والتجارة في الدنيا، ومنهم مجاهد، بينما ترى الفئة الثالثة أن المقصود بالمنافع هنا أي العفو والمغفرة، كأبي جعفر، ومحمد بن علي. ويرى الطبري أن أولى الأقوال بالصواب قول من قال: «عني بذلك ليشهدوا منافع لهم من العمل الذي يرضي الله والتجارة؛ وذلك أن الله عم منافع لهم جميع ما يشهد له الموسم ويأتي له مكة أيام الموسم من منافع الدنيا والآخرة، ولم يخصص من ذلك شيئا من منافعهم بخبر ولا عقل، فذلك على العموم في المنافع التي وصفت». وقال الزمخشري: «نكر المنافع لأنه أراد منافع مختصة بهذه العبادة دينية ودنيوية، لا توجد في غيرها من العبادات، وعن أبي حنيفة أنه كان يفاضل بين العبادات قبل أن يحج، فلما حج فضل الحج على جميع العبادات؛ لما شاهد من تلك الخصائص». إلا أن منافع الحج لمن يتأملها ليست مقتصرة على التجارة وطلب الرزق، وإنما تتعدى ذلك إلى منافع أخرى تعليمية علمية وفكرية، تنفع من يطلبها من الحجاج في دنياهم وآخرتهم. وهذا البحث يعد محاولة جديدة لإلقاء الضوء على بعض تلك المنافع غير التجارية التي يكتسبها الحاج من حجه إلى مكة المكرمة، والتقائه- في مكة نفسها، وفي باقي المشاعر المقدسة- بمن يعلونه في الرتب السياسية والعلمية والفكرية وما يترتب على ذلك من الائتمار بأمرهم، والاستماع إلى توجيهاتهم وإرشاداتهم وتعليماتهم فيما يتعلق بأداء مناسكه، وأيضا الأخذ بمن عنده منهم أثارة من علم وفكر فيتعلم منهم ما يصلح لأمور دينه ودنياه، وكذا دخول بعضهم في جدل فكري ومذهبي لا طائل منه. وهذا لمن يتأمله وجه من أوجه المنافع التي يشهدها الحاج في حجه إلى مكة المكرمة، وهي في تقديري حالة عامة وغير مرتبطة بعصر من العصور، إلا أنني في بحثي هذا سيكون التركيز منصبا على زمن الخلافة الراشدة فقط، وليس على ما سواه من العصور التاريخية اللاحقة، التي آمل أن يفتح لها هذا البحث الباب على مصراعيه من حيث تتبع هذه المنافع واستقصائها في مختلف عصور التاريخ الإسلامي.

ISSN: 1658-2314