المصدر: | مجلة كلية التربية - القسم الأدبي |
---|---|
الناشر: | جامعة عين شمس - كلية التربية |
المؤلف الرئيسي: | الشريدة، خالد سليمان (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | AlShridah, Khaled Suliman |
المجلد/العدد: | مج 14, ع 2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الصفحات: | 47 - 93 |
رقم MD: | 140755 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EduSearch, AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
من خلال ما توفر لنا من مصادر ودراسات، وإن ابتعدت في حديثها عن الجوانب الحضارية، إلا إن استنتاجاتنا لسيرة الأسرة الزنكية وتنظيماتها، تبين لدينا أن باكورة أعمالهم الإدارية في الموصل من بلاد الجزيرة أولا، وبعد أن انتقل بعضهم بنفوذه إلى بلاد الشام رحلوا معهم فكرهم حول هذه التنظيمات، وإن اختلفت ملامحها بين بلاد الجزيرة ومنطقة بلاد الشام، وذلك تبعا لاختلاف الظروف المحيطة التي ساهمت في بناء الدولة الزنكية في هذه المنطقة أو تلك، والتنظيمات الإدارية ربما تختلف عن التنظيمات القتالية السائدة في ذلك العصر، فهي أكثر تأثيرا من غيرها، وذلك لعلاقتها بطبيعة المنطقة الجغرافية أكثر منها علاقة بالطبيعة البشرية، فالإقطاع مثلا طالما تنقل بتراتيبه المختلفة بين الشرق والغرب وعند مختلف الأمم، والإدارة الزنكية العامة كغيرها، إدارة عليا تأمر وتنهى دون أخذ آراء الآخرين بعين الاعتبار، ولا سيما في ظل الظروف العسكرية الطارئة والأحكام التي تتطلبها مثل هذه الظروف، وسيد إقطاعي يأمر وينهى كذلك وعنده تراتيب إدارية إقطاعية، وعليه التزامات تجاه الإدارة العليا، وبقاؤه مرهون برضى إدارته عن سياسته والتزامه بالتبعية للإدارة العليا هذه، ويحاول القيام بالإصلاح والتعمير في إقطاعه وهذا في سبيل رضى عامة الناس، ثم هناك الديوان العام وما ينقسم عنه من إدارة مالية وإدارة أمنية، وهو على أشد الارتباط بالإدارة العامة منه من الارتباط بحياة الناس، وكل هذه التراتيب اختار لها الزنكيون رجالا ثقاة من أسر إدارية مدربة مؤهلة بالوراثة على الأغلب، بالشكل الذي جعل الوظيفة الإدارية تقتصر على أسر وراثة دون غيرها، أما المؤسسات التي يتولى القيام على شؤونها مثل هؤلاء الرجال فكان بقاؤهم أو عدمه مرهونا بالظروف العامة الداخلية والخارجية للدولة الزنكية، ورغم هذا وذاك إلا أن الدولة الزنكية قد تركت بصمة مؤثرة في تاريخ المنطقة ولا سيما بما قامت به من إصلاحات عمرانية لا زالت ماثلة أمام أعين الجميع. |
---|