المستخلص: |
السودان كتراكم ثقافي- تاريخي ظهر إلى حيز الوجود منذ آجال موغلة في القدم. بيد أن الدولة السودانية كبنية سياسية مؤسسية ومشروعية سلطة برزت منذ عهد دولة كوش الأولى (مملكة كرمة 2500 – 1500 ق.م). وتبلورت الشخصية القومية السودانية بصورة أكثر وضوحا في دولة كوس الثانية (مملكة مروي 900 ق.م- 350م). وشهد السودان منذ ذلك الزمان وإلى استقلاله في غرة يناير 1956م متغيرات مهمة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وكانت مسألة الهوية إحدى القضايا التي شكلت هاجسا لمختلف أنظمة الحكم التي تعاقبت على السودان. وتمنح هوية السودان القومية من مصدرين رئيسيين هما: العربي- الإسلامي ونظيره الأفريقي (السودانوي). ويحاج هذا المقال استنادا إلى أدلة آثارية- تاريخية بأن تيار السودانوية- Sudanism هو السمة الأكثر بروزا في الشخصية القومية السودانية كما يستبان ذلك من خلال أحداث ثورة التاسع عشر من ديسمبر 2018م.
Sudan is a cumulative cultural and historical entity that had seen the horizon since times immemorial. The Sudanese state as a political institution and legal authority did set foot since the appearance of the first Kingdom of Kush (Kerma 2500- 1500 B.C.).Yet, the Sudanese national identity clearly crystallized during the second kingdom of Kush (Meroe) (900 B.C.–350 A.D.). Since then up to the advent of independence (1st. January 1956) and the present- day Sudan has witnessed political, economic, social and cultural changes. However, the question of national identity has always become inevitable issue for the successive regimes ruling Sudan. The national identity of Sudan is a derivative of two main sources: the Arab- Islamic one and its African counterpart (Sudanism). The Present article argues on the basis of archaeo- historical evidence that “Sudanism” being the most prominent characteristic for the Sudanese national identity in the incidents of 19th December 2018 Revolution.
|