المستخلص: |
مرت بلاد المغرب والأندلس بفترة تدهور سياسي وعسكري انعكست على أحوال دور العبادة بباديتها، لقد كانت كل من الدولة المرينية بالمغرب والدولة النصرية بالأندلس عاجزة عن بسط سلطانها على أطرافها البعيدة وإخضاعها لأحكام الشرع؛ الشيء الذي شكل أزمة لدى القائمين على المساجد بها من الفقهاء المالكية وفرصة للطوائف الدينية الأخرى، في أن تستغل خلو البادية من سلطة المخزن (المخزن اسم يطلق على النظام السياسي المغربي، حيث تأسس منذ الدولة الموحدية، ولا زال مستمرا إلى حدود اليوم، وقد حمل هذا الاسم لأنه يقوم على مبدأ جمع الجبايات العينية من الحبوب من الفلاحين وحفظها في المخازن في فترات الخصب، ثم إعادة توزيعها على الرعية بالمجان أو بأثمان رمزية في فترات الجدب)؛ كي تبرز على الساحة من جديد، وتمارس شعائرها الدينية بكل حرية، بعد أن عانت من الإقصاء والتشدد الديني لفترة طويلة، وبطبيعة الحال ما كان لنا الاطلاع على هكذا أحوال اجتماعية إلا من خلال مصادر التاريخ الدفينة، والتي من ضمنها النوازل الفقهية المعاصرة للفترة التاريخية التي نروم دراستها وهو ما قمنا به من خلال نوازل الفقيه الونشريسي.
Morocco and Andalusia went through a period of political and military decline that had an impact on the state of worship in their desert regions. Both the Marinid state in Morocco and the Nasrid state in Andalusia were unable to establish their authority in their remote territories and subject them to Sharia law. This created a crisis for the mosque leaders, who were predominantly Maliki jurists, and an opportunity for other religious groups to exploit the absence of state authority in the desert and re- emerge, practicing their religious rites freely after suffering from exclusion and religious extremism for a long time. Naturally, we can only learn about such social conditions from historical sources, including contemporary fiqh (Islamic jurisprudence) issues of the historical period that we aim to study, and which we have examined through the fiqh issues of Al-Wansharisi.
|