المستخلص: |
اعتبارا للأدوار المنوطة بالجماعات الترابية بموجب دستور 2011 والقوانين التنظيمية للجماعات الترابية، كشريكة للدولة في تحمل مسؤولية التنمية الترابية، كان لابد من توفر مجموعة من الأدوات للقيام بالدور المنوطة بها، وممارسة اختصاصاتها على أكمل وجه. تعتبر الجبايات الترابية، إحدى آليات السياسة الاقتصادية والاجتماعية، التي تمكن صانعي القرار الترابي من التوفر على الموارد المالية اللازمة لتمويل الخدمات العمومية للقرب، وتحقيق التنمية المحلية. وقد عرفت الجبايات المحلية عدة إصلاحات منذ ثمانينات القرن الماضي وأخرها الإصلاح الجبائي الترابي لسنة 2020 بموجب قانون 07.20، من أجل تزويد الجماعات الترابية بإطار قانوني كفيل بإرساء نظام جبائي مبسط يتسم بالفعالية والمردودية والعدالة الجبائية. فالحديث عن الجبايات اليوم، من طرف منظري الاقتصاد السياسي أو الخبراء والمختصين بالمالية العامة والمحلية لا يخرج عن طرحين. الأول يتبنى مطلب النجاعة في أي نظام جبائي ووسيلته في ذلك الضريبة الموحدة، وطرح ثان يتبنى مطلب العدالة الاجتماعية عبر الضريبة التصاعدية. لذلك، فموضوع دراستنا يتناول بالبحث والتمحيص موقع العدالة الجبائية الترابية وخصوصا على ضوء قانون 07.20 المتعلق بجبايات الجماعات الترابية، عبر تحديد مفهومها كمفهوم غير مستقر بذاته، وعن الآليات القانونية الكفيلة بتحقيقها، ومحاولتا منا لإسقاطها على القانون السالف الذكر، على أن المستجدات التي جاءت به تبتغي بالدرجة الأولى تحقيق المردودة والعدالة الجبائية، وخلصنا بالقول على أن هذا الإطار القانوني المنظم للجبايات الترابية لا يكاد يخلو كغيره من الإصلاحات الجبائية الترابية إشكاليات متنوعة الجوانب، لا يتأتى معها تحقيق العدالة من خلال الجباية الترابية سواء على مستوى السياسة الاقتصادية أو السياسة الاجتماعية التي تستهدف الساكنة المحلية.
|