| المستخلص: |
هدف البحث إلى التعرف على مقاربة أسلوبية الحمل على المعنى. وبين أن الحمل على المعنى ظاهرة أسلوبية متصلة بالنشاط اللغوي للمتكلم؛ كالحذف والاختصار والإضافة والتقديم والتأخير ونحو ذلك من الظواهر التي تتيح للمتكلم الاستفادة من الطاقات التعبيرية الكامنة في اللغة، حيث أنها طاقات غير محدودة لا تقف عند حدود التعابير المألوفة ولا القواعد المعروفة، مشيرًا إلى أنها سمحت بظهور استعمالات لغوية جديدة مكنت المتكلم من أيصال أفكاره باستخدام أنساق غير معتادة، والتي أتاحت من جهة أخرى للمخاطب توظيف طاقاته التأويلية للوصول إلى المعنى. وبين أن ثنائية اللفظ والمعنى من القضايا التي أصلها الجاحظ، مؤكدًا على أن بعض الباحثين رأى في كلام الجاحظ عن اللفظ والمعنى مغالطة تبعث على اللبس. وأوضح أن شرف اللفظ وجزالته أوصاف تلابسه حين يكون مؤلفاً لا مفرداً. وتطرق إلى أن المتأمل في مذاهب النحويين وآرائهم في قضية اللفظ والمعنى خلص إلى أن تغليب جانب المعنى على حساب اللفظ اتجاه بصري. وأشار إلى أن المذهب الكوفي يري عدم وجود تعارض بين الألفاظ والمعاني. وبين سلك الأخفش مسلك سيبويه والفراء، حيث عول على المعنى متجاوزاً حرفية اللفظ. وتناول الشواهد التي ساقها ابن جني إلى أن الحمل على المعنى كثير الورود في القرآن الكريم وفى فصيح كلام العرب نثراً وشعراً. وتطرق إلى تقسيم الشاطبي الألفاظ إلى قسمين، قسم لا يتوقف فهم الخطاب القرآني عليه إذا فهم المقصود منه على الجملة، وقسم يتوقف عليه فهم المعنى التركيبي. وتناول تتبع العلماء ما ورد في القرآن الكريم والشعر العربي، والذي جاء في تذكير المؤنث، وتأنيث المذكر، من، الواحد والجماعة، وحمل الجمع على معنى المثنى والمفرد. واختتم البحث بالتأكيد على أن الحمل على المعنى ظاهرة أسلوبية واسعة الانتشار في كلام العرب ولها تجليات كثيرة وتمظهرات عديدة في الاستعمال اللغوي، مشيرًا إلى أنها ليست ضرورة لغوية أو حالة عارضة تطرأ على بعض الأنساق اللغوية وإنما هي تجل من تجليات الوعي اللغوي والبلاغي عند المتكلم. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2024
|
