المصدر: | مجلة رهانات |
---|---|
الناشر: | مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية |
المؤلف الرئيسي: | إدموسى، محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع56 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2021
|
الصفحات: | 46 - 56 |
رقم MD: | 1415881 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تعتبر الثقافة، أحد أهم المفاتيح لفهم سلوكات الأفراد والجماعات في علاقاتهم ببعضهم البعض، على جميع الأصعدة الاجتماعية منها والسياسية.... هذه الأخيرة التي التصقت بالإنسان، كما عرفته الأدبيات الفكرية والفلسفية التي رافقت اهتمامه بالجوانب الثقافية والسلوكية لديه، ليوصف بكونه كائن سياسي، أسوة بتعاريف المعرفة والتعقل والتفكير... فالسياسة في تصورها الشامل، لا تعرف اتفاقا من طرف المشتغلين بهذا العلم (علم السياسة) حيث لم تراوح جل هذه التوصيفات مكانها، ورأتها من جانب أنها ممارسة إنسانية، غايتها تدبير الشأن العام وتارة سعي وراء السلطة، بغية تثبيت واقع معين أو تغيره. لذلك نعتت الممارسة السياسية كبنية محايثة للفرد ومرتبطة به أشد ارتباط. ونحن في هذه المقالة، نروم بسط طبيعة العلاقة السببية بين الثقافة السياسية "مجموع الاتجاهات والمعتقدات والمشاعر التي تعطي نظاما ومعنى للعملية السياسية، وتقدم القواعد المستقرة التي تحكم تصرفات الأفراد داخل النظام السياسي 1" والمشاركة الإنتخابية " والتي تعد أهم وسائل تقلد السلطة، لكونها أداة الرأي العام في التأثير على النخبة السياسية الحاكمة، عن طريق المساهمة في صنع السياسات العامة واختيار ممثلي الأمة 2 "كسلوك معبر عن الجدوى من الثقافة السياسية ومدى أجرائتها في الواقع الانتخابي ليكون كلا منهما وجه للآخر، والممانعة الانتخابية التي تعد شكل متطورا للعزوف السياسي والانتخابي لفئات عريضة من المجتمع المغربي على الاستحقاقات الانتخابية، ونحن هنا لا يهمنا الأسباب التي تطرحها الدولة والفاعلين السياسيين، من قبيل الأحزاب والهيئات السياسية، بقدر ما يشغلنا في هذه الورقة معرفة التأويلات التاوية وراء هذا الفعل (الممانعة) والذي تعبر عنه مجموعة كبيرة من الشباب المغربي من الجنسين معا مما يفسر قوة طرحهم واعتقادهم. فالمتتبع للشأن السياسي والانتخابي المغربي، يلاحظ أن بعد الانفراج السياسي بالألفية الثالثة، وما عرف من رفع اليد للداخلية عن المحطات الانتخابية؛ إلا أنها عرفت عزوفا رغم دعوات وحملات التقيد والتسجيل باللوائح الانتخابية التي أطلقتها الدولة، مما يقوض استلزاما عكسيا من طرف الدولة إن هي أرادت إعادة الثقة للمواطن في الممارسة السياسية عموما، والمحطات الانتخابية خصوصا وذلك بالتفكير في مقاربة شمولية دامجة للشباب كقوة اقتراحية، فرضتها الأنساق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لهذه الفئة، التي ما فتئت تظهر وعيا سياسيا كلما سنحت لها الفرصة بذلك، وفي محطات عديدة؛ الحراك الشعبي 2011؛ أزمة الثقة في الحكومة 2016؛ حراك الريف؛ الدعوات إلى الحسم في القضية الوطنية من خلال ما تم التصريح به بالمواقع الإلكترونية ردا على مس مؤسسة القصر في شخص الملك 2021 كل هذه التشنجات أبانت ولو جزئيا عن وعي سياسي بقضايا الدولة والمجتمع. إن المهتم بالواقع السياسي المغربي، يصل إلى قناعة أساسية تعتمد عبارة القول أقوى من الفعل، حيث يستند جل الفاعلين السياسيين في محاولتهم لجذب أصوات الشباب واستدراجهم للانخراط في العمل السياسي؛ على قولة سياسية: (السياسي يقول ما لا يصدقه ويستغرب كيف يصدقه الناس) بمعنى استعمال عبارات رنانة تلامس وتدغدغ مشاعر المتلقي، لكي ينخرط وجدانيا في قالب أيديولوجي يصير فيما بعد مدافعا عنه. وهذه القولة توضح بالملموس طبيعة الوعود والتسويفات، التي تعطى في المحطات الانتخابية وقبلها، من أجل استمالة أصوات الناخبين، فالفاعل السياسي الناجح هو الذي يمتلك القدرة على تحصين مكتسباته السياسية في المراحل السابقة أو تزكيتها. وبالتالي تصير هذه القولة المحفوفة بالوعود بمثابة المسكن لهواجس الساكنة والفئة الناخبة. عرفت السنوات الأخيرة "طفرة نوعية، أثرت على البناء الاجتماعي والمجالي، في تعاطيه مع الممارسة السياسية. 3" حيث عرفت فئة الشباب نزوعا إلى الممانعة في الممارسة السياسية بكل أطيافها، بل قد وصل الأمر إلى حد عدم الحديث عنها كما كان سائدا من قبل، بين رواد المقاهي والجلسات الليلية للشيوخ والشباب، مما يفسر غياب الثقافة السياسية، بداخل الجامعات المغربية والنوادي ودور الشباب، إلا في بعضا منها وهي كليات تعد على أشهاد الأصابع. لهذه العوامل وغيرها وبغية تحديد طبيعة هذه المصادرة للحق الدستوري، في الممارسة السياسية والعملية الانتخابية، لدى هذه الشريحة التي تمثل نسبة كبيرة داخل الهرم السكاني للمغرب مما يفرض توجها منهجيا لرصد أوجهها ومسبباتها. فعلى المستوى المنهجي، يمكن طرح الإشكالية التالية: بأي معنى يمكن الحديث عن الأسباب الشبابية للممانعة الانتخابية في لاستحقاقات الحالية؟ أي ثقافة سياسية يناشد الشباب من خلال فعل الممانعة هذا؟ تنطلق الدراسة من فرضيتين: الأولى تشير إلى تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية والجماعية، تعبير عن ثقافة سياسية توضح موقفا سلبيا تجاه السياسة والدولة والأحزاب ومعها العملية الانتخابية أيضا. والثانية ترى أن الوعي السياسي معيارا للمشاركة السياسية للشباب في الاستحقاق الانتخابي. لهذا الغرض اعتمدنا على منهج كيفي غايته استشفاف تأويلات الشباب للعمل السياسي والأحزاب بالمحطات الانتخابية السابقة واللاحقة. اتخذنا كعينة لهذه الدراسة الميدانية، مجموعة من الشباب اللذين سبق لهم أن مارسوا السياسة من داخل الأحزاب الوطنية، وفئة أخرى غير حزبية لم تمارس السياسة في أي تنظيم سياسي أو نقابي بمنطقة الحي المحمدي -عين السبع. وقد اعتمدنا في استخلاص الإجابات وتحليلها على مقابلة نصف موجهة موزعة على 3 محاور أساسية؛ محور أول خاص بثقافة المشاركة السياسية والممانعة؛ الثاني خصص للعملية الانتخابية والأخير يهم الوعي السياسي لدى فئة الشباب. Culture is considered one of the most important clues to understanding human behaviour, be it that of individuals or of communities in their interactions with one another on all levels , social and political…..Indeed politics has been tied to Man as known in the intellectual and philosophical ethics that have always accompanied his interests in cultural and behavioural aspects , resulting all in describing Him as a political being as defined by the conventions of knowledge, reason and thinking. So, politics in its holistic perspective, has known no consensus among the scientists of this field (science of politics) this is due to the variety of descriptions provided. It is only seen as a human practice that targets people’s affairs management or their quest for power to maintain a certain status quo or to try to change a given reality. For this reason, exercising politics was referred to as a structure siding Man or narrowly attached to him. We, in this article, intend to show the nature of causality link between the political culture as a set of creeds and feelings providing a system and a meaning to the political operation on one hand ;and on the other hand, the development of the constant rules that govern individuals’ behaviours within the political system as well as the electoral participation which is one of the most capital means of doing politics because it’s the way the general popular opinion influences the elite in power. So ,taking part in the nation’s political decision-making and electing people’s representatives reflect the advantage of the political culture and its concrete representation in the electoral reality. The voting abstention is also considered a modern way of boycotting politics and elections from a large number of people in Moroccan society. In this respect, we are not interested in the motives given by the government and political parties or other comities, but rather in the interpretations of this abstention choice provided by a growing number of young Moroccan people, both sexes whose ideas and suggestions seem very strong. Anyone interested in the political and electoral affairs in Morocco, will notice people’s absence of participation in elections despite the political relief of the third millennium which is characterized by the non-involvement of the ministry of interior affairs in the polling stations, and despite the government’s campaigns for people’s registration in the electoral lists as well. As a matter of fact, if the government wants to repair the citizens’ confidence in the political involvement in general, and in their voting in elections in particular, it is of paramount importance for the state to think of a newly holistic and integrative approach to young people and their value as a suggestive power imposed by the different social, economic and cultural systems that paves the way to a new political awareness whenever there is a call for it. To give an example , the 2011 popular riot, the trust crisis in the government in 2016 , the Rif movement and last but not least the new approach launched from social media to the relationship with the palace institution represented by the king in 2021. All these spasms have led to a growing political awareness of the state and society’s issues. There’s been a qualitative leap in the social and environmental structures and their views to the political practice. That is, there’s been a growing drive on the part of young people towards an abstention from and noncommitment in the political life that has amounted to a total rejection as an issue of discussion in cafes and night meetings of young and old people. This is due to the absence of political culture in most Moroccan universities, institutes and houses of youth. So, to determine the nature of this constitutional right confiscation in political practice and electoral operation of this social group which represents a large class in the Moroccan social pyramid, we deem it of main importance to spot its aspects and causes as regards to the methodological level: The issue/problematic: How can we handle young people’s motives behind their voting abstention in the current elections? And what political culture are young people claiming behind this attitude? Hypotheses: - To shun participation in the legislative and communal elections expresses a passive attitude towards politics, the state, political parties and the electoral operation. - Political awareness is a pre-requisite to young people’s participation in elections. Research sample and its field: For this purpose, we have adopted a qualitative methodology that aims at exploring young people’s approach to the political work and parties from the previous as well as the future electoral experiences. To conduct this field survey, we have chosen as a sample a number of young people who were ex -members of political parties and another group of independents representing all the region of hay al Mohammadi – Ain Sbaa. To analyse results of the study, we have adopted a half-controlled confrontation approach set on three main axes. First axe will concern the political participation; Second axe will deal with the electoral operation while the last axe will tackle young people’s political consciousness. |
---|