المستخلص: |
التجربة الماليزية في التنمية الاقتصادية جديرة بالتأمل وخصوصا أنها تنطوي على كثير من الدروس التي من الممكن أن تأخذ بها الدول النامية كي تنهض من كبوة التبعية الاقتصادية، فعلى الرغم من الانفتاح الكبير لماليزيا على الخارج والاندماج في اقتصاديات العولمة، فإنها تحتفظ بهامش كبير من الوطنية الاقتصادية، وخلال نحو عشرين عاما تبدلت الأمور في ماليزيا من بلد يعتمد بشكل أساسي على تصدير بعض المواد الأولية الزراعية إلى بلد مصدر للسلع الصناعية، في مجالات المعدات والآلات الكهربائية والإلكترونيات، ولقد كانت تجربة ماليزيا المتميزة في مواجهة الأزمات المالية العالمية وبصفة خاصة أزمة جنوب شرق آسيا في عام 1997م، حيث لم تعبأ بتحذيرات الصندوق والبنك الدوليين وأخذت تعالج أزمتها من خلال أجندة وطنية فرضت من خلالها قيودا صارمة على سياستها النقدية معطية البنك المركزي صلاحيات واسعة لتنفيذ ما يراه لصالح مواجهة هروب النقد الأجنبي إلى الخارج، وجذب حصيلة الصادرات بالنقد الأجنبي إلى الداخل وأصبحت عصا التهميش التي يرفعها الصندوق والبنك الدوليين في وجه من يريد أن يخرج عن الدوائر المرسومة بلا فاعلية في مواجهة ماليزيا، التي خرجت من كبوتها المالية أكثر قوة خلال عامين فقط، لتواصل مسيرة التنمية بشروطها الوطنية. يساهم تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر في زيادة النمو الاقتصادي وتعزيز التنمية الاقتصادية من خلال تحسين البنية التحتية وخلق فرص العمل ونشر وتوطين التكنولوجيا الحديثة وتوفير الموارد المناسبة لتمويل الاستثمارات، وتوسيع القاعدة الاستثمارية في البلد المضيف، وكذلك التعرف على الأساليب الحديثة المتبعة في الإدارة والتنظيم والاتصال والتسويق مما يؤدي إلى اكتساب العمالة الوطنية لمهارة أعلى وخبرة أكبر، بالإضافة إلى حل مشكلة البطالة من خلال توفير المزيد من فرص العمل، كما أن تدفق الاستثمار إلى الدول النامية يساعد في التغلب على الفجوة المحلية بين الاستثمار والادخار، لذلك يجب تهيئة المناخ الاستثماري في مصر لجذب الاستثمار، وتوفير الحوافز والتسهيلات للمستثمر الأجنبي.
The Malaysian experience in economic development is worthy of contemplation, especially as it involves many lessons that developing countries can take in order to rise from the pitfalls of economic dependence. About twenty years ago, things changed in Malaysia from a country that relied mainly on exporting some agricultural raw materials to a country that exported industrial commodities, in the fields of equipment, electrical machinery, and electronics. As it did not heed the warnings of the International Fund and the World Bank, and began to deal with its crisis through a national agenda through which it imposed strict restrictions on its monetary policy, giving the Central Bank wide powers to implement what it sees in favor of confronting the flight of foreign exchange abroad, and attracting the proceeds of exports in foreign exchange to the interior and became a stick of marginalization that The Fund and the World Bank raise it in the face of those who want to deviate from the circles drawn ineffectively in the face of Malaysia, which emerged from its financial slump stronger in just two years, to continue the development process on its national terms The flow of foreign direct investment contributes to increasing economic growth and promoting economic development through improving infrastructure, creating job opportunities, spreading and localizing modern technology, providing appropriate resources to finance investments, expanding the investment base in the host country, as well as identifying modern methods used in management, organization, communication and marketing, which leads To the national labor acquisition of higher skill and greater experience, in addition to solving the problem of unemployment by providing more job opportunities, and the flow of investment to developing countries helps to overcome the local gap between investment and saving, so the investment climate must be created in Egypt to attract investment, and provide Incentives and facilities for the foreign investor.
|