المستخلص: |
انتقلت كلمة «الشعب» من الإيحاء الرومانسي إلى الابتذال السياسي؛ فسقطت في النعوت الاحتقارية والاستعمالات البذيئة، لتضحي «الشعبوية». كيف تسنى لهذا الشعب الذي كان يحتفي به يوهان هر در بوصفه عبقرية الأمة وروح التاريخ، وجعلت منه أثينا المبدأ الديمقراطي لكل شرعية سياسية، كيف تسنّى له أن يُلحق بالطفولة العقلية والأوصاف السلبية، ليستقطب في مقوله دلالة الغوغائية والسوقة؟ يترتب على فهم هذا الانتقال، التاريخي والسياسي في الوقت نفسه، الاستعانة مرة أخرى بالترسانة الفلسفية لدى فتغنشتاين، وهو التساؤل حول «نحويات» (grammaire) المفردات التي نتداولها، أي استعمالها في سياقات محددة لتنبري منها دلالة معينة. تخضع مصطلحات الشعب والشعبوية والجمهور والغوغاء إلى مكيال دلالي يتوجب متابعة سيرته وتحوله. يندرج هذا التحول في النماذج الكبرى التي سبق لنا أن عرضناها في مناسبات أخرى وهي: اللاهوتي والسياسي والاقتصادي. كيف كانت صورة «الشعب» في كل نموذج من هذه النماذج؟ ما الدلالات التي اكتساها؟ ما الأدوار التي أداها؟ ما الانتقالات التي تعرض لها؟ ثم كيف جاءت هذه الانتقالات من الاعتبار الأيقوني في الإيحاء إلى الاعتبار الأيدولي في التصلب، والاستسلام في نهاية المطاف للشعبوية؟
|