المستخلص: |
هدف البحث إلى التعرف على القوت الغذائي اليومي لصلحاء مدينة فاس... وجوانب من التاريخ اللامادي للمغرب الوسيط. أكد على أن مفهوم التراث الثقافي اللامادي عد من أحدث المفاهيم المستخدمة في تصنيف التراث، وذلك بهدف إدراجه في صميم الواقع الراهن، والذي تنامى على المستوى العالمي للاهتمام بالتراث اللامادي، وذلك من خلال عقد الملتقيات الدولية، والتي أبرزها مجهودات منظمة اليونسكو التي عرفت سنة (2007)، أن التراث اللامادي أو التراث الحي، وهو المصدر الرئيسي للتنوع الثقافي. وتطرق إلى اهتمام البحوث الغربية التاريخية والأنثروبولوجية بتاريخ التغذية، حيث تم الإفصاح عن معطيات عديدة همت الاقتصاد وذهنيات المجتمع. وتحدث عن صلحاء فاس بين سلوك الصوم والوصل، مشيرًا إلى أن من الصلحاء من اتخذ من العبادة بواسطة الصوم والقيام طريقا من طرائق الجد والاجتهاد. وأشار إلى صلحاء فاس بين غذاء القناعة والشهوة، مبينًا اتسام علاقة المريد بشهوة البطن عبر التزامه بأربعة وظائف، ومنها (تقدير قدر الطعام في القلة والكثرة، وتقدير وقته في الإبطاء والسرعة، وتعيين الجنس المأكول في تناول المشتهيات وتركها). وتطرق إلى صلحاء فاس وغذاء الرحلة، موضحًا إفصاح الزيارات المتبادلة بين صلحاء مدينة فاس الوسيطية عن نوعية الطعام المتداول عند زيارة بعضهم البعض أو عند سفرهم لأداء فريضة الحج أو عند زيارتهم الجماعية لولي من الأولياء. وتحدث عن أولياء فاس وغذاء الكرامة، مشيرًا إلى التأكيد على أن الأمر ليس بالهين حصر علاقة غذاء الصلحاء بكرامتهم، متطرقًا إلى صلحاء فاس وغذاء الأزمة. واختتم البحث بالتأكيد على أن تاريخ التغذية عموما وقوت صلحاء فاس خصوصا، موضوعاً تناقلته تجارب مختلف التخصصات العلمية، إلى حين نضجه واستقلاله بذاته، وذلك باعتباره علماً قائماً بشكل ثابت وجزءاً أساسياً في بناء الهوية التاريخية لمجال الغرب الإسلامي. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2024
|