ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التيار العقلي لدى المعتزلة و أثره في حياة المسلمين المعاصرة

المصدر: مجلة كلية دار العلوم
الناشر: جامعة القاهرة - كلية دار العلوم
المؤلف الرئيسي: العتيبى، سهل بن رفاع بن سهيل (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 40
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2006
التاريخ الهجري: 1427
الصفحات: 351 - 400
ISSN: 1110-581X
رقم MD: 145484
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

65

حفظ في:
المستخلص: يهدف هذا البحث إلى بيان منزلة العقل في الإسلام ودوره الحقيقي؛ حيث عني الإسلام به، وجعله مناط التكليف، وأحد الضرورات الخمس التي يجب حفظها ورعايتها، ووضع ضوابط محددة تتفق مع قدراته وإمكاناته، فلم يطلق له العنان، بل جعل له حدوداً ومجالات لا يجوز له تجاوزها وتعديلها، ومن ذلك أنه لا مجال للعقل في الأمور الغيبيات. وهذا من فضل الله ورحمته بالإنسان؛ حيث لم يكلفه ما لا يستطيع، وجعل العصمة للوحي المتمثل في الكتاب والسنة، وفي هذا صيانة للعقل البشري من التمزق والانحراف، وللمجتمع من الفرقة والخلاف. ولما سارت الأمة على هذا المنهج عزت وسادت، ولما تخلت عنه دب إليها الضعف والخلاف، وذلك بسبب نشأة ما يسمي بالتيار العقلي في حياة المسلمين على يد المعتزلة والفلاسفة المشائيين من أمثال الكندي والفارابي وابن سيناء وابن رشد. ولخطورة هذا التيار وقف السلف الصالح والأئمة موقفا حازماً ضد هذا التيار وأصحابه، كاشفين آثاره وأضراره، مبينين اضطراب أصحابه بما يحفظ الأمة من الانزلاق عن الصراط المستقيم. ثم في أعقاب الزمن، وفي هذه العصور المتأخرة، نشأت في المسلمين نابتة تدعو إلى إحياء مذهب المعتزلة والفلاسفة، ونشره بين المسلمين، باعتباره في نظرهم من التراث الإسلامي الأصيل. وقد تأثر عدد من أبناء المسلمين ممن قلت بضاعتهم وثقافتهم من علم الكتاب والسنة، فوقعوا فريسة لهذا المنهج الخاطئ المنحرف عن جادة الصواب، حتى أصبح هذا التيار أحد العوائق عن التقدم في حياة المسلمين المعاصرة، بحيث يزعزع الأصول والثوابت، وذلك من خلال المحاولات العديدة لأصحابه – عن قصد أو عن غير قصد – من أجل تشكيك الأمة في دينها وعقيدتها، ومصادر شريعتها وعقيدتها، والتهوين من قدسية النصوص الشرعية، وجعل العقل هو الحاكم على نصوص الشرع دون اعتبار للقواعد الشرعية، والهمز واللمز تارة لحملة الدين من الصحابة والمحدثين، أو بالطعن والسب تارة أخري. وبسبب هذا التيار جندت أقلام بعض ممتهني الصحافة أو الكتابة، عبر الوسائل المقروءة أو المسموعة أو المرئية لتقرير هذا التيار والدفاع عنه، فراحوا يخوضون فيما يسمى: بتمجيد العقل وإكباره، وجعله حكما قهريا على عدد ليس بالقليل من النصوص الشرعية الإسلامية، فعرضوا الحدود والجنايات على العقل، وعرضوا الولاء والبراء في الإسلام على العقل، وعرضوا بعض المسلمات في قضايا المرأة المسلمة وشؤونها على العقل، حتى صار ذلك لوثة نعوذ بالله من تبعاتها. ثم إن هذا التيار أصبح خير معين لأعداء الإسلام، فاستغله بعض المغرضين للطعن في الدين ومصادره، كذلك فإن الأفكار التي ينادي بها أصحاب هذا التيار، قد خدمت المستشرقين خدمة جليلة، ولا عجب فكثير منهم تتلمذ على أيدي المستشرقين، ونهل من شبهاتهم وأهوائهم، بل وتفوق عليهم في عرضها وبثها بين الناس. ولهذا أردت من خلال هذا البحث بيان خطورة هذا التوجه، وأثره على حياة المسلمين المعاصرة. مبينا أن السلف الصالح وأتباعهم المتمسكين بالكتاب والسنه الصحيحة، هم أصحاب العقول السليمة والصحيحة على الحق والحقيقة، وأنه لا تعارض البتة بين المنفول الصحيح والمعقول الصريح، مدعما ما أقوله بالأدلة النقلية والعقلية.

ISSN: 1110-581X

عناصر مشابهة