المصدر: | مجلة كلية دار العلوم |
---|---|
الناشر: | جامعة القاهرة - كلية دار العلوم |
المؤلف الرئيسي: | صرصور، عبدالجليل حسن عبدالله (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 44 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
التاريخ الهجري: | 1428 |
الصفحات: | 183 - 234 |
ISSN: |
1110-581X |
رقم MD: | 145914 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
قد ننتهي إلى القول بأن القطامي نبت عربي خالص، ضارب بجذوره في أعماق الزمان والمكان، متفرع بأفنانه التي تتسم عبير الحضارة الأموية، وتسلب في روحه أفاويق الفجر الجديد، لكن ارتباطه بالتقاليد الراسخة هو ارتباط متجذر لا يملك له فكاكاً، وقد لمسنا ذلك في مقدماته الطللية، وفي تباريح الشوق التي بثها لصويحباته التي مضت ظعنهن إلى حيث حركة التاريخ التي لا تنتهي عند حد، ففي أعماقه يعيش امرؤ القيس، وزهير، وطرفة، وعبيد بن الأبرص، فمعجمه اللغوي هو معجمهم، والمرأة عندهم هي ليلى، وأميم، وأمامة، وضباعة التي لوعت قلبه، فانبرى ينال من طبيعة المرأة وتلون مزاجها حيث الغدر والكذب والمراوغة، وقطع أسباب الوصال، لقد لمسنا من خلال تأوهاته وآهاته مدى الحرمان الذي شربه من كئوس هؤلاء الحسناوات اللواتي خصهن بخصال جمال وردت معالمه وملامحه لدى الأقدمين، ولعلنا وصلنا إلى أن هذه المرأة وتلك عنده وعند غيره ما هي إلا رموز للحرمان الذي فرضته الطبيعة من حوله، ورسخته التقاليد الصارمة من ناحية أخرى، فأحدث هذا التفريغ الشعوري - إن صحت العبارة - في قصائد متعددة، كما يرى بعض الباحثين، أو لعله تقليد فني ليس إلا، فسعاد ورباب وأمامة، وفاطمة، وليلى، ما هن إلا من نسيج الخيال والتهويمات في شعاب الفكر الإبداعي الجاهلي والإسلامي والأموي، وان كنا نجد شيئاً من الصدق عند عمر بن أبي ربيعة في علاقته بالثريا، وأما نزار قباني في المحدثين، فهذا ابن تراث الشعر العربي، وإن هذه الأهرامات من الكلمات ما هي إلا أوهام وتخيلات لحقته من أوهام العرب الأوائل، والأمر في النهاية شيطان الشعر الذي يفعل بصاحبه الأفاعيل، ويبني له القصور الفارهة في الهواء. إن المرأة عند القطامي صادة، مراوغة، كاذبة، ناكثة للعهود، أبصارهن إلى الشبان مائلة.. وأمسى حبلها رمما، وما البخيلة إلا من صواحبها ممن يخون وممن يكذب القسما.. وحين تعرض القطامي للأوصاف الحسية لصاحباته تعرض على استحياء، فلم يوغل ولم يتعمق، واكتفي بالأثر الذي تركه الصدود والهجران في نفسه، وهو بذلك يقترب من دائرة العذريين، وكأن نسمات العقيدة الإسلامية خففت من غلوائه ورذته إلى التعفف ردأ جميلاً |
---|---|
ISSN: |
1110-581X |