ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا









موقف ابن خلدون من علم الكلام

المصدر: دراسات عربية وإسلامية
الناشر: جامعة القاهرة - مركز اللغات الاجنبية والترجمة التخصصية
المؤلف الرئيسي: طاهر، حامد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Taher, Hamed
المجلد/العدد: ج 32
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2011
التاريخ الهجري: 1432
الشهر: جمادي الأولى - إبريل
الصفحات: 235 - 246
رقم MD: 146074
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase, IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

125

حفظ في:
المستخلص: بعد هذا العرض، التاريخي والتحليلي أيضاً، لعلم الكلام لدى المسلمين يمكننا استخلاص أهم آراء ابن خلدون التي بثها فيه، ويمكن وضعها في النقاط التالية: أولاً: يصدر ابن خلدون عن موقف السلف في إثبات العقائد الإيمانية، والإقرار بها كما بينه القرآن الكريم. ثانياً: بعد أن يعرض موضوع التوحيد الذي هو أساس العقائد الإيمانية وجوهرها، بالاعتماد على الأدلة العقلية التي تشبه أدلة المتكلمين، يتجاوز هذا المستوى إلى الدعوة إلى أن يعيش المؤمن هذا التوحيد في تجربة دينية متكاملة، بحيث تصدر عنها كل أقواله وأفعاله. ثالثاً: يؤكد ابن خلدون قيمة العقل، ويذكر أنه ميزان صحيح، وأحكامه يقينه لا كذب فيها، لكنه لا يصلح للحكم أو حتى للخوض في المسائل الإلهية التي تتجاوز قدراته، وهو يشبه العقل بميزان الذهب الدقيق الذي لا يصلح لوزن الجبال! رابعاً: ويترتب على ما سبق إيمانه بفكرة ابن رشد (ت595هـ) التي فرق فيها بين عالم الغريب وعالم الشهادة(23): الأول نتلقاه كما هو طريق الوحي، والثاني نتجول فيه بعقولنا كما نشاء. خامساً: يرجع ابن خلدون نشأة علم الكلام إلى الخلاف في مسألة الصفات الإلهية، مع أن النشأة الحقيقية ترجع إلى الخلاف في مسألة الإمامة والحكم، وهي سياسية بالدرجة الأولى. أما المشكلة الكلامية الأولى فكانت هي الحكم على مرتكب الكبيرة: هل هو مؤمن أو كافر أو في منزلة بينهما؟ وكانت المشكلة الثانية هي القضاء والقدر، ومدى مسئولية الإنسان عن أفعاله. ونحن نرى من جانبنا أن إثارة هاتين المشكلتين كان الهدف منها هو التغطية على مسألة الحكم، وشغل المجتمع الإسلامي بأمور سبق أن حسمها لهم القرآن الكريم بكل دقة ووضوح. سادساً: يصف ابن خلدون آراء المعتزلة بالبدعة، وخاصة في أمرين: أ- موضوع الإيغال في التنزيه الذي وصل بهم إلى نفي الصفات الإلهية. ب- مسألة خلق القرآن، وعدم إدراكهم معنى الكلام النفسي. سابعاً: يمتدح ابن خلدون الأشعري الذي توسط بين الطرق، ونفى التشبيه، وأثبت الصفات المعنوية، ورد على المعتزلة في مسألة الصلاح والأصح.. ثم كمل العقائد في البعث وأحوال الجنة والنار، والثواب والعقاب، وألحق بهذا كله مسألة الإمامة: رداً على بدعة الإمامية. ثامناً: يرى ابن خلدون أن مبحث الإمامة إنما ألحق بعلم الكلام بسبب ظهور بدعة الإمامية التي جعلته من صميم العقائد. وهو يؤكد أن هذا المبحث يتعلق بمصالح المسلمين التي تحسم بالإجماع، وليس من عقائد الإيمان. تاسعاً: علم الكلام عند ابن خلدون عبارة عن مبحث نظري صرف، لا علاقة له بالناحية العملية في حياة المسلمين، وهو هنا يتفق مع رأي الفارابي في كتابه (إحصاء العلوم)(24). عاشراً: يرى ابن خلدون أن مهمة علم الكلام – في عصره – قد انتهت، وخاصة مع عدم وجود الملاحدة والمبتدعة الذين قضى أهل السنة على افتراءاتهم. حادي عشر: وبناء على ما سبق، فإن دراسة هذا العلم وتدريسه على نطاق واسع ليس مستحباً، وإنما يوصي به فقط أفراد من طلبة العلم، الذين لا يحسن بهم أن يجهلوا أساليب الحجاج العقلي على العقائد الإيمانية.

عناصر مشابهة