المستخلص: |
تعد المخدرات والإدمان عليها من أهم الظواهر المرضية سواء على المستوى المحلى/ الإقليمي/ والعالمي التي تواجه العديد من المجتمعات في الوقت الحاضر، وهي آفة تنتشر بين الشباب والفتيات، الكبار والصغار، الفقراء والأغنياء، وما من دولة في وقتنا الحاضر تستطيع أن تكف أذى الإدمان عن أبنائها. ويترتب على هذه المشكلة تكاليف باهظة، منها تكاليف على الفرد نفسه وعلى أسرته وكذلك على خزينة الدولة وعلى مؤسسات الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية، وهذه المشكلة غالبا ما تبدأ في فترة المراهقةMerith, 2001 . وعلى الرغم من التزايد الكبير في عدد البرامج العلاجية والتأهيلية والوقائية في دول العالم المعالجة مدمني المخدرات فإننا نجد أن الإحصائيات العالمية مازالت تشير إلى أن هناك نسبه كبيرة من المدمنين المتعافين عادوا إلى الإدمان خلال فترات زمنية متفاوتة في مختلف دول العالم خاصة الدول المتقدمة التي تخصص موازنات هائلة تقدر بملايين الدولارات لمكافحة الإدمان وعلاج المدمنين في مستشفيات خاصة ومراكز تأهيلية، إلا أن نسبة الإدمان والانتكاسة مازالت في تزايد مستمر فقد أشارت إحصائية حديثة صادرة عن مكتب المخدرات والجريمة التابع لمنظمة الأمم المتحدة United Nations Office on Drugs & Crime, 2017 (تقرير المخدرات العالمي، ۲۰۱۷) إلى وجود ما يقارب من ربع بليون نسمة، أو نحو ٥ في المائة من سكان العالم البالغين. يتعاطون المخدرات بشتى أنواعها في مختلف دول العالم خلال عام 2015، والأكثر مدعاه للقلق أن نحو ٢٩ مليون من متعاطي المخدرات يعانون من اضطرابات ولذلك فإن عدد الوفيات المتصلة بالمخدرات في عام ٢٠١٤ بلغ (٢٠٧٤٠٠) حالة، أي ما يعادل (٣٤,٥) حالة وفاة لكل مليون شخص ممن تتراوح أعمارهم بين (١٥- ٦٤) عاما. (مكتب الأمم المتحدة: (۲۰۱۷).
|