المستخلص: |
تعد الأراضي الزراعية أحد أهم الموارد الإنتاجية القومية غير المتجددة والتي تتزايد ندرتها عاما بعد آخر. وعلى الرغم من أن الأراضي الزراعية بمحافظة الدقهلية ظلت لفترة طويلة من أجود أنواع الأراضي الزراعية المصرية، إلا أن الوضع الراهن لها يشير إلى حدوث تدهور في جدارتها الإنتاجية، إذ أن الرقعة الزراعية بالفئة الإنتاجية الأولى بمحافظة الدقهلية قد انكمشت من حوالي ٦٤٢ ألف فدان خلال الفترة (١٩٩٦- ٢٠٠٠) إلى حوالي ٤١٤,٣ ألف فدان خلال الفترة (۲۰۰٦ -۲۰۱۰) أي بنحو ٣٥,٤٧%، في حين انتقلت باقي مساحة الفئة الإنتاجية الأولى بالفترة الأولى إلى باقي الفئات الإنتاجية بالفترة الثانية، مما يعكس حاجة هذه الأراضي لتنفيذ برامج تحسين وصيانة ورفع كفاءة الأراضي الزراعية. ويستهدف البحث دراسة أثر استخدام برامج تحسين وصيانة الأراضي الزراعية على بعض المتغيرات الفنية والاقتصادية لمحصول الذرة الشامية الصيفي بمحافظة الدقهلية وعلى المستوى القومي، وذلك لعينة تضم ۱۱۰ من زراع محصول الذرة الشامية الصيفي بمركزي السنبلاوين وأجا خلال الموسم الزراعي ۲۰۱۳، من بينهم ٦٠ مزارعا استخدموا هذه البرامج و50 مزارعا لم يستخدموا هذه البرامج خلال ذات الموسم (حقول مقارنة). ولضمان أن يكون التغير في الإنتاجية والتكاليف والعائد راجع فقط إلى استخدام برامج تحسين وصيانة الأراضي الزراعية، فقد روعي أن يتم اختيار حقول الزراع الذين استخدموا هذه البرامج وحقول مزارعي المقارنة من نفس الحوض وأن يستخدموا نفس نظامي الري والصرف ويزرعون نفس الصنف (هجين فردي ۲۰۳۰). وقد أوضحت نتائج الاستبيان أن أهم مشاكل الإنتاج الزراعي التي واجهت زراع عينة الدراسة وأدت إلى تدهور الإنتاجية الفدائية بأراضيهم هي ارتفاع مستوى الماء الأرضي، غياب المرشد الزراعي في وقت الحاجة، وارتفاع ملوحة التربة الزراعية، وانتشار الأمراض والآفات. وأن أثر هذه البرامج على الإنتاجية الفدائية يختلف باختلاف نوع البرنامج المستخدم، وقد تراوحت الزيادة في الإنتاجية الفدائية نتيجة استخدام هذه البرامج بين نحو ٠,٩٧- ٥,٤٤ أردب/ فدان (أي نحو 5.71 -۳۲,۰۷ %) وثبتت المعنوية الإحصائية لهذه الزيادة. وتبين أن استخدام هذه البرامج يصاحبه زيادة في تكاليف إنتاج الفدان تتراوح بين نحو ۱۲۲- ۳۱۳ جنيه/ فدان (أي نحو ٤,٨٧- ۱٢,٥٤ %) وثبتت المعنوية الإحصائية لهذه الزيادة لمعظم هذه البرامج، كما تبين أن استخدام هذه البرنامج يحقق زيادة في صافي العائد تتراوح بين نحو 150 - ۱۲۱۱ جنيه/ فدان (أي نحو ٦,٦٣- ٥٣,٧١ %) وثبتت المعنوية الإحصائية لهذه الزيادة لمعظم هذه البرامج. وأشارت النتائج إلى ارتفاع أربحية الجنيه المنفق عند استخدام هذه البرامج وذلك بنحو ١,٦٨- ٣٦,٥٨ % وفقا للبرنامج المستخدم. وعموما فقد حققت البرامج التي تضم أكثر من معاملة أعلى زيادة بالمقارنة بنظيرتها التي تضم معاملة واحدة فقط. وتبين أن تعميم استخدام برامج تحسين وصيانة الأراضي الزراعية المختلفة على الأراضي متوسطة ومنخفضة وضعيفة الإنتاجية المزروعة بمحصول الذرة الشامية الصيفي بمحافظة الدقهلية وعلى مستوى الجمهورية يحقق زيادة في الإنتاج المحلي من هذا المحصول على مستوى المحافظة وعلى المستوى القومي إذ تراوحت هذه الزيادة بين ٣ -١٩ ألف طن بالمحافظة، في حين تراوحت الزيادة في الإنتاج المحلي من هذا المحصول على المستوى القومي بين ١١٣- ٦٣٦ ألف طن تمثل نحو ١,٥٣ -٨,٦١ % وفقا للبرنامج المستخدم، ومن ثم فإن تعميم استخدام هذه البرامج على المحصول يحقق زيادة في نسبة الاكتفاء الذاتي من المحصول من نحو ٥٣,٥٢ % خلال الفترة (۲۰۱۱ -۲۰۱۳) إلى نحو ٥٦,٤٠ -٦٦,٥١ %، كما أن تعميم استخدام هذه البرامج على محصول الذرة الشامية الصيفي بالمحافظة وعلى مستوى الجمهورية يحقق وفرا في المساحة المزروعة بهذا المحصول نتيجة تحقيق زيادة في الإنتاج المحلي، وتقدر المساحة التي تم توفيرها بنحو ٤٥ -٢٠٣ ألف فدان تمثل نحو ٥,٤٠ -٢٤,٢٨ % وفقا للبرنامج المستخدم ويمكن زراعة المساحة الموفرة بمحاصيل صيفية أخرى كالقطن.
وينعكس أثر تحقيق زيادة الإنتاج المحلي من هذا المحصول الاستراتيجي إيجابيا من خلال معالجة الخلل في الميزان التجاري الزراعي بإحلال إنتاجه المحلي محل وارداته وبالتالي تخفيض قيمة وارداته بنحو ٣٦١- ٤٧١ مليون دولار، أي بنحو ۱۷,۷۰- ۲۳,۰۷ % وفقا للبرنامج المستخدم. ومن ناحية أخرى فإن استخدام هذه البرامج يؤدي إلى زيادة صافي العائد الفداني منه وتحسين دخول الزراع بالمحافظة ورفع مستوى معيشتهم بنحو ۳,۷۳- 30.24 مليون جنيه، وكذا زيادة صافي الدخل الزراعي بالجمهورية بنحو ۱۲٤,٨٤- ۱۰۱۰,۷۹ مليون جنيه على المستوى القومي وفقا للبرنامج المستخدم، أي بنحو ٠,٠٧ -٠,٥٣ %. وأوضحت النتائج أن أهم معوقات استخدام هذه البرامج تحسين وصيانة الأراضي الزراعية من وجهة نظر زراع العينة هي تكرار حدوث الأعطال في المعدات والآلات والأجهزة، يليها عدم توافرها، ثم بطء أداءها، فصغر المساحات المزروعة مما يصعب معه تنفيذ هذه البرامج، يليه ارتفاع التكاليف، فبعد محطة الزراعة الآلية عن موقع الأرض الزراعية، وأخيرا عدم المعرفة بأهميتها. وفي ضوء هذه النتائج فإنه يوصي بما يأتي: - القيام بأعمال الصيانة اللازمة للمعدات والآلات والأجهزة اللازمة لتنفيذ هذه البرامج وذلك بالتعاون مع الإدارة المركزية لمحطات البحوث الزراعية وإدارات تنفيذ التجارب الزراعية (محطات البحوث الإقليمية)، وورش معهد بحوث الهندسة الزراعية، والإدارة المركزية للشئون الهندسية (الإدارة العامة للميكنة الزراعية). - التدريب المستمر للمرشدين الزراعيين وذلك بالتعاون بين وحدة التدريب بمعهد بحوث الهندسة الزراعية لتشغيل وصيانة المعدات والآلات والأجهزة وتشخيص الأعطال وإصلاحها. - تفعيل دور محطات الخدمة الآلية من خلال تزويدها بأحدث المعدات والآلات والأجهزة لتقديم خدمات تحسين وصيانة الأراضي الزراعية وفقا لاحتياجات الزراع وفي الوقت المناسب وبأسعار مناسبة لتشجيعهم على استخدامها وذلك بالتعاون بين معهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة (قسم بحوث تحسين الأراضي) ومعهد بحوث الهندسة الزراعية والهيئة العامة للجهاز التنفيذي لمشروعات تحسين الأراضي. - تشجيع الجمعيات الزراعية للتغلب على مشكلة صغر المساحات المزروعة وتطوير وتعديل المعدات المستوردة حتى تناسب ظروف الزراعة المصرية وذلك بالتعاون مع معهد بحوث الهندسة الزراعية. - تنشيط دور التعاونيات في تقديم هذه الخدمات باستخدام المعدات التي تمتلكها الجمعيات التعاونية. - ¬زيادة عدد الحقول الإرشادية التقنية وذلك بالتعاون بين الإدارة المركزية لمحطات البحوث الزراعية (إدارات تنفيذ التجارب الزراعية بمحطات البحوث الإقليمية)، ومع
|