المستخلص: |
يتناول هذا البحث التأثير العميق الذي تمارسه الملكية الحزبية على المحتوى البرامجي للقنوات التلفزيونية العراقية، خصوصًا بعد التغيرات السياسية التي شهدها العراق عقب عام 2003. يستعرض الباحث الخلفية التاريخية لطبيعة البث الإعلامي في ظل الحكم الشمولي، وما رافق تلك المرحلة من مركزية صارمة في نقل الأخبار وتوجيه الخطاب الإعلامي، قبل التحول الكبير الذي أتاح للأحزاب تأسيس قنواتها الخاصة المدفوعة بأجندات سياسية وفكرية وطائفية. حيث تبرز الدراسة خطورة ارتباط القنوات الفضائية بأحزاب فاعلة في السلطة، ليس فقط لما تملكه من قدرة على تشكيل الرأي العام، بل أيضًا لما تخلقه من استقطاب إعلامي يعمق الانقسامات المجتمعية. كما سلط البحث الضوء أيضًا على التحديات المهنية التي تواجه الصحفيين العاملين في هذه القنوات، والتي تتمثل في غياب الحرية التحريرية، وضغوط الولاء السياسي، وضعف أخلاقيات المهنة. وللتحقق من غرض البحث استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لدراسة مضمون برامج مختارة من قنوات عراقية تابعة لأحزاب متعددة، حيث تم تحليل البرامج الحوارية والإخبارية والترفيهية من حيث الرسائل الموجهة، وانتقاء الضيوف، وزاوية الطرح، واللغة المستخدمة. أظهرت النتائج أن المحتوى الإعلامي في الغالب يعكس توجهات الحزب المالِك، ويتجنب النقد الذاتي، ويبالغ في تمجيد القيادات السياسية التابعة له، على حساب الحياد والموضوعية. وفي ضوء ما تم التوصل إليه من نتائج أوصى البحث بضرورة سن تشريعات تنظم ملكية وسائل الإعلام، وتضمن استقلالية الإعلام عن النفوذ الحزبي، إلى جانب تعزيز دور الهيئات التنظيمية المستقلة، وتدريب الكوادر الإعلامية على العمل المهني الحيادي، بهدف الوصول إلى إعلام وطني جامع يخدم الصالح العام بدلًا من تضخيم الانتماءات الضيقة. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025 باستخدام .AI
|