المستخلص: |
تتناول الدراسة مسألة الشفاعة بين الإثبات والإنكار باعتبارها قضية عقدية محورية لدى أهل السنة والجماعة، الذين يؤمنون بها ويعدونها من مقتضيات العقيدة، في مقابل فرق أخرى أنكرتها كالمعتزلة والخوارج. وذلك بالارتكاز على مسألة الشفاعة من منظور عقدي، مركزًا على إثبات شفاعة النبي محمد ﷺ لأهل المعاصي من الموحدين، والرد على موقف المعتزلة المنكرين لها، مع بيان موقف أهل السنة والجماعة الذي يعد هذه الشفاعة من ثوابت العقيدة. وتكمن أهميتها في معالجته لقضية جدلية قديمة متجددة، وبيانه للانحرافات العقدية التي تبناها كل من المعتزلة والخوارج، مع التأكيد على ضرورة إدراك المسلم لأنواع الشفاعة وشروطها وموانعها في ظل انتشار تصورات خاطئة عنها. وقد اعتمد الباحث المنهج الاستقرائي التحليلي، من خلال جمع النصوص الشرعية وتحليلها، وتوثيق الآيات والأحاديث، وترجمة الأعلام ذات الصلة. وقد تم تقسيم الدراسة إلى ثلاثة مباحث رئيسية: الأول يتناول تعريف المصطلحات الأساسية مثل الشفاعة وأهل السنة والجماعة والمعتزلة والخوارج؛ والثاني يعرض مفهوم الشفاعة عند أهل السنة، مع ذكر أدلتها من النصوص الشرعية، وبيان شروطها وأنواعها وأسبابها وموانعها؛ أما الثالث فيناقش آراء منكري الشفاعة من المعتزلة والخوارج، ويرد عليها بالحجج النقلية والعقلية. وقد خلص البحث إلى أن الشفاعة المثبتة عند أهل السنة والجماعة مشروطة بإذن الله ورضاه، وتخص الموحدين دون الكفار، وهو ما ينكره المعتزلة والخوارج بناءً على فهم خاطئ للنصوص. وتؤكد الدراسة في الختام على ضرورة الالتزام بعقيدة أهل السنة في هذه القضية العقدية الكبرى، والحذر من المذاهب المخالفة التي قد تؤدي إلى الانحراف والضلال، مشددًة على أهمية نشر الوعي الصحيح بها في الأوساط العلمية والدعوية. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|