المصدر: | فكر وإبداع |
---|---|
الناشر: | رابطة الأدب الحديث |
المؤلف الرئيسي: | الموافي، فاطمة الزهراء عبدالغفار علي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ج30 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
الشهر: | سبتمبر |
الصفحات: | 141 - 177 |
رقم MD: | 149778 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
من خلال استعراضي لشعر (عماد الدين نسيمي)، في واقع الحياة الأدبية الأذرية، فإنه يمكنني الإشارة إلى ان اهم محاور دار حولها شعره، إنما تمحورت في مجموعة من الأفكار والرؤى والقناعات الذاتية للشاعر، تلك التي تبناها واتخذها سبله ووسائله وطرائقه الفنية في التعبير الشعري والتصوير الفني. من ذلك ان شعره كان اقرب إلى المعالجات العاطفية الرومانسية، التي ارتكزت على مادة الواقع، بما يعتوره من نبض وصخب وتوتر، فلم يكن هذا الشعر بمعزل عن واقع الحياة، ومتغيراتها على اصعدة مختلفة. ومن ذلك ايضا ما اتسم به شعره من مسحة الصوفية والوجودية، تلك التي تمحورت قصائد عديدة له حولها، وعبر من خلالها عن فكرة رئيسة هي المحور الأساس في رؤاه وقناعاته، وهي الانسان بمفهومه المطلق والشمولي، حيث وصل إلى حد "تقديس" الانسان الفرد، الذي كان هو نفسه ضحية مباشرة، نتيجة التعبير عنه، وحمله امانة إنصافه، والبحث عن العدل في حياته، وخلاصه من واقع مأساوي مأزوم. ومن ضمن محاور شعره الأساسية - كما أشرت إلى ذلك من قبل - توظيفه لجوانب الحزن والألم والعذاب الذاتي، التي كانت منطلقات فئة من شعراء اذربيجان، على مدى حقب خلت، نتيجة مأساوية الواقع، من جانب، والتحرك من اجل تجاوزه والبحث عن كيان، في عالم اكثر استقرارا وامانا من جانب أخر، وان كان (نسيمي) قد امتاز بخصوصية في هذا الصدد، إذ انتقل من محدودية هذا الحزن وذلك الألم، إلى آفاق اكثر إنسانية وشمولية وإطلاقا. لقد نقل (نسيمي) هذا كله في شعره، مضمنا اياه، في كثير منه، مسحة فلسفية وجودية، دفعت بالنقاد لأن يلقبوه بالفيلسوف الشاعر - كما اشرت إلى ذلك من قبل - وإن كانت قصيدته المسماة انا هي التي قد وضعت اساس تلك التسمية عندهم، إذ كانت المنطلق الأهم للشاعر لبلورة فكرة الإنسان الفرد عنده، رمزا لقضية محورية للوجود بأكمله، فالانا عند (نسيمي) هي انا فردية في جانب، لكنها عالم ينطوي على أسرار الموجودات كلها، في جانب آخر. في قصيدته (أنا) يقول (نسيمي)، راسما حدود فلسفته الوجودية المشار إليها: "أليس الإنسان أغلى الدرر والجواهر في الوجود بكماله وجماله ؟!" |
---|