المستخلص: |
يعالج المقال ظاهرة "النوستالجيا" بوصفها حالة وجدانية إنسانية معقّدة تحمل أبعادًا نفسية وعاطفية تتجاوز مجرد الحنين، ويُبرز ثلاث علل رئيسية لجاذبيتها: أولها أن استحالة عودة الماضي هي ما يضفي عليه طابعًا سحريًا، إذ يُستعاد عبر الذاكرة كزمن صافٍ لا تشوبه التوترات الآنية؛ ثانيها أن الطفولة والمراهقة تمثلان المرحلة التي تتكوَّن فيها أولى التجارب والمشاعر الحقيقية، فتحتل ذكرياتهما موقعًا وجدانيًا خاصًا في القلب؛ أما ثالثها، فيتمثل في الدور الذي تؤديه النوستالجيا كملاذ نفسي في وجه تسارع الحاضر واضطراباته، إذ تمنح لحظة هدوء تساعد الإنسان على إعادة التوازن واستعادة الإحساس بالأمان. ويرفض المقال اختزال النوستالجيا في كونها هروبًا من الواقع أو مخدّرًا عاطفيًا، بل يصفها بأنها محفّز معرفي وجداني يساعد على ترميم الذات. فالاستغراق الواعي في الماضي لا يعني رفض الحاضر، بل استعادة الجمال الإنساني الذي تشكّل في لحظات مضت، ما يمنح المرء قدرة أكبر على مواجهة ما يعيشه الآن. وفي ختام طرحه، يشدد المقال على أن النوستالجيا تذكّرنا بأن السعادة لا تُختزل في الإنجاز أو الامتلاك، بل في اللحظات التي مست أعماقنا، وأن العودة إليها، ولو ذهنيًا، تمثل فعل مقاومة رقيقاً ضد جفاف العصر واستهلاكه المتسارع للمعنى. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|