المستخلص: |
يهتم الناس بالأعياد والمناسبات ذات الطابع الديني أكثر من الأعياد الأخرى، لأنها مرتبطة بأركان الإسلام؛ وفيها تظهر روح البهجة والفرح التي تعطى الحياة معنى أخر بعيدا عما يعانيه الفرد من قسوة الحياة؛ وينتظرها الناس من عام إلى عام؛ لما يتم فيها من التوسعة عليهم من حكامهم فقد حرص سلاطين المماليك في الأعياد ورمضان على توزيع الصدقات والإنفاق على الفقراء، وهنا يظهر مدى الثروة والرفاهية التي عاشها سلاطين المماليك، وحرص المماليك على التمسك بهذه الاحتفالات لإطفاء الشرعية على حكمهم، وظهورهم بمظهر المحافظين على الدين الإسلامي ومن أهم هذه الاحتفالات احتفال المولد النبوي الشريف، واهتم السلاطين بالمولد اهتماما يليق بمقامه العظيم، وصبغوا الاحتفال بصفه رسمية، وانفقوا فيه الكثير من الأموال مما أعطى الاحتفال روح وبهجة. ومن أهم الأعياد وأكبرها عند المسلمين عيدا الفطر والأضحى لأنهما يرتبطان بركنين من أركان الدين الإسلامي؛ فيرتبط الأول بالصيام في شهر رمضان، ويرتبط الثاني بفريضة الحج إلى بيت الله الحرام، وفيهما تسود الاحتفالات معظم أرجاء العالم الإسلامي، ويسبق عيد الفطر احتفال شهر رمضان ذلك الاحتفال الذي يستمر طوال الشهر الكريم لما له من روحانيات عظيمة، ففيه ينقلب الليل نهار من خلال إضاءة الشموع طوال الليل، والتمتع بصوت المسحراتي، وتزخر المائدة بأشهى المأكولات وخصوصا حلويات رمضان الكنافة والقطايف، ويعقب رمضان عيد الفطر والاحتفال به من لبس الجديد وعمل الكعك بالمنزل وتبادله مع الجيران وصلاة العيد وما يصاحبها من فرحة وبهجة، ويحل موسم الحج وما يصاحبه من احتفالات تتمثل في دوران المحمل الذي يعد تشويق إلى بيت إلى الله الحرام، ويصاحب دوران المحمل احتفال كبير، ويخرج الرجال والنساء لرؤية المحمل ويسود جو من البهجة والفرح، وتشدد العزائم لزيارة بيت الله الحرام، وكما يتبع المحمل احتفال عودة الحجيج من أداء مناسك الحج، وتتفاخر الاحتفالات عندما يكون السلطان أو أحد أفراد العائلة مرافقا للحجاج، هذه احتفالات المسلمين أما أهل الذمة فلهم احتفالات أخرى ونلاحظ مشاركة المسلمين لأهل الذمة في احتفالاتهم مما يدل على روح التماسك والمحبة في المجتمع المصري، ولذا سوف نعرض لهذه الاحتفالات بالتفصيل.
|