| المستخلص: |
تهدف هذه الدراسة إلى بيان الأسس النظرية والمنهجية لنظرية تشارلز كروزرز، لكونه أحد أهم المنظرين المعاصرين، وينتمي تحليله إلى المداخل النظرية ثنائية التفسير من أجل التكامل النظري والمنهجي في دراسة البناء الاجتماعي عبر التوفيق بين البنية والفعل، وفهم العلاقات بينهما في تفسير طبيعة السلوك الإنساني. معتمدة على المنهج التحليلي النقدي، وتوصلت إلى أن دراسة البناء الاجتماعي يجب أن تقوم على أسس نظرية وأدوات تحليلية من أجل دراسة علمية شاملة لها ثلاثة مستويات يطلق عليها كروزرز "طبيعة/ نطاق البناء الاجتماعي"، وتتضمن: المستوى الجزئي، والمستوى البنائي، والعلاقات بين المستويين السابقين، حيث تقوم النظرية بتفسير طبيعة البناء على المستوى الجزئي للأفراد من حيث خصائصهم الفردية واتجاهاتهم وسلوكياتهم ومواقفهم الذاتية تجاه المواقف والقرارات التي يتخذونها في حياتهم، والتي تؤدي إلى تماسك البناء واستمراره أو ضعفه وتفككه، أما طبيعة البناء على المستوى الكلي من حيث قدرة تلك الجماعات المنظمة والمكونة من الأفراد، والجماعات كتنظيمات لها طابع كلي، وتتمتع بالخصائص التنظيمية والمؤسسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي تحدد التغير الذي يطرأ على ذلك البناء ويؤدي إلى تماسكه وقوته واستمراريته، بالإضافة إلى تفسير العلاقات التي تنشأ بين المستويين، ومعرفة دورها في استمرار وبقاء هذا المجتمع من عدمه. ومن ناحية أخرى على الجانب الأمبيريقي يولي كروزرز اهتمامًا كبيرًا بتحليل البناء الاجتماعي، من خلال ما يسميه "أبعاد البناء الاجتماعي" (مجموعة أدوات للتحليل)، حيث يرى كروزرز أن المجتمع يتكون من أفراد وجماعات وتنظيمات، ومن خلال عدة محددات تعد في مجملها مجموعة من المؤشرات التحليلية لهذا البناء، وتوصي الدراسة الباحثين والمهتمين بمجال النظرية الاجتماعية وبخاصة دراسات البناء الاجتماعي بالابتعاد عن تبني المداخل النظرية التقليدية ذات التفسير الأحادي في دراسة البناء الاجتماعي، مثل المدخل الكلي والمدخل الجزئي، لأنهم لا يقدمون رؤية شاملة للباحث في دراسته النظرية والميدانية.
|
