المستخلص: |
يعد العالمان الجليلان د/ شوقي ضيف ود/ يوسف خليف من العلماء الذين قادوا مهمة تنوير العقل العربي في القرن العشرين. اختلفا في الأسلوب والطريقة، واتفقا في استكمال المناهج. اختار د/ ضيف السهولة والوضوح محاولا عدم الخروج عن المألوف والمتعارف عليه إلا في قضايا قليلة. بينما اختار د/ خليف الخروج عن المألوف والمتعارف عليه في كثير من القضايا التي عرضها محاولا الوصول إلى رؤية جديدة. اختار د/ ضيف طريق البحتري -في رأيي- الذى يعتمد على عدم الخروج عن المألوف إلا في قضايا قليلة، لم يعقد، ولم يتعمق كثيرا، اعتمد على السهولة والوضوح، سار على خطى من سبقه من العلماء والنقاد. بينما اختار د/ خليف طريق أبي تمام -في رأيي-، فهو المبدع الذي ترى ثقافته في إبداعه الشعرى والنقدي، خرج عن المألوف والمتعارف عليه؛ فأخرج لنا فكرا وإبداعا جديدين. وهذا ما فعله أبو تمام أيضا من خلال مخالفته لمذهب الشعراء القدماء ومذهب الشعراء العباسيين أنفسهم. ولكنهما اتفقا في استكمال المناهج، درس د/ ضيف تاريخ الأدب، بينما درس د/ خليف الظواهر الفنية وتحليل النصوص، ويجد المتلقي متعة كبيرة عند تحليله للنصوص بما يمتلك من حس نقدى وجمالي عال، درس د/ ضيف شعراء القبيلة على وجه العموم بينما درس د/ خليف الشعراء الصعاليك على وجه الخصوص، درس د/ ضيف العصور الأدبية من منظور تاريخي أولا مع الاستعانة بالمناهج الأخرى، بينما درس د/ خليف ذا الرمة -على سبيل المثال- من منظور جمالي، واجتماعي، وأخلاقي، ونفسي، وغيره. تسلح د/ ضيف في عرض قضاياه النقدية والأدبية بالعلوم البينية كعلم الجمال، وعلمي النفس والاجتماع، وعلم الجريمة، علم التاريخ، وعلم السياسة، غيرها من العلوم المختلفة التي يجب على الناقد/ التسلح بها. وهذا ما نجده جليا عند قراءة كتبه المختلفة.
|