المستخلص: |
تعتبر نظرية توازن القوى من أهم النظريات في العلاقات الدولية والإقليمية. إذ إن التراجع عن اكتساب المزيد من القوة باستمرار، قد يخرج الدولة من التنافس الدولي ويعود بها إلى مكانة أقل، ومن ثم ينخفض موقعها وفقا لدرجة انخفاض القوة وتراجع حجمها، كما يعتبر منهج قياس قوة الدولة آلية تستهدف احتساب درجة ميزان القوى بدقة تظهر في الحساب الكمي. وكلما كانت معرفة درجة توازن القوى السائدة على المستوى الدولي، أو الإقليمي، أقرب إلى الواقع بشكل كبير (زهران، 2005، ص 31). يعد توازن القوى ظاهرة طبيعية في حياة الدول والسياسة الدولية ليست سوى صراع من أجل القوة، وتصف توازن القوى بأنه توزيع للقوى السياسية في العلاقات الدولية، ويعد توازن القوى أيضا نظام للعلاقات بين الدول المبنى على أساس حفظ السلام الدولي (عبد النبي، 2023، ص 118). يعد تحديد شكل الدولة من العناصر ذات الأهمية في الدفاع والسيطرة السياسية، فالدول الضيقة -دون اعتبار لكبر مساحتها- تجد صعوبة كبيرة في الدفاع عن نفسها أكثر من الدولة المندمجة الشكل، وكذلك فإن عدم اندماج الشكل للدولة قد يترتب عليه سياسيا مشكلات إقليمية عندما يؤدى التباين الطبيعي والبشرى في أقاليم الدولة مع صعوبة النقل والمواصلات بين أجزائها إلى تشجيع الحركات الانفصالية والرغبة في الاستقلال عن بقية الدول (أبو عيانة، 1983، ص 48، 49). قوة الدولة هي المقصد الرئيسي والهدف الأسمى للدراسة في مجال الجغرافيا السياسية، وتعنى القوة الشاملة للدولة ممثلة في جغرافيتها، وقدراتها الاقتصادية والعسكرية والعلمية والثقافية والعلمية والتكنولوجية، والعلاقات الإقليمية والدولية تعنى أيضا تعدد حسابات قوة الدولة ومعادلاتها الرياضية المعقدة (Amer, 2022, p1). ويبرز دور البعد الجيوبولتيكى للجوار الإقليمي في العلاقات الدولية بين مصر ودول الجوار الإقليمي لها إذا كان هناك تباينا في ميزان القوى بين الدولة وجوارها الإقليمي؛ مما يؤدى إلى الصراع أمام التدخل الخارجي وبسط النفوذ لدولة الجوار الأقوى والتي لها أطماع توسعية كما هو الحال بالنسبة للكيان الإسرائيلي ذات النفوذ الكبير.
|