المستخلص: |
يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل المراحل الشعرية المتعددة التي مر بها بدر شاكر السياب، مسلطًا الضوء على أربعة أطوار رئيسية شكّلت مسيرته الإبداعية: الرومانسي، والواقعي، والقومي، والوجودي. ويوضح المقال أن السياب لم يكن شاعرًا تقليديًا فحسب، بل كان من أبرز المجددين الذين أحدثوا نقلة نوعية في الشعر العربي الحديث، حيث ساهمت تحولات تجربته في إغناء القصيدة العربية بمضامين وأشكال غير مسبوقة. يرصد الطور الرومانسي بداية انشغاله بالقضايا الاجتماعية، ورفضه للظلم والفساد السياسي، في حين يُظهر الطور الواقعي انحيازه لفكرة التغيير الاجتماعي عبر التعبير عن معاناة الإنسان البسيط. أما الطور القومي، فقد تجسدت فيه مواقفه المناهضة للاستعمار ودعوته الصريحة للوحدة العربية، بينما يُعد الطور الوجودي، في أواخر حياته، أعمق مراحل تجربته، إذ تحولت معاناته الجسدية والروحية إلى شعر ينبض بالحياة رغم الألم. ومشيرًا إلى تأكيده على قدرة السياب في خلخلة بنية القصيدة التقليدية من خلال تأثره العميق بالشعر العالمي، لا سيما من خلال توظيفه لرمزية قصيدة "أرض اليباب" لإليوت، ما مكّنه من بلورة رؤى شعرية تتجاوز واقع اللحظة إلى استشراف المستقبل. ويخلص البحث إلى أن شعر السياب لا يزال يشكل مادة غنية ومتجددة للدراسات النقدية، تثبت مكانته كمحور أساسي في خارطة الشعر العربي الحديث. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|