| المستخلص: |
من المعلوم أن منزلة ألف ليلة وليلة في الثقافة الإنسانية منزلة متقدمة في مواقع الأدب والتخييل بصفتها نصا أدبيا إنسانيا مخصوصا بالقدرة اللامتناهية على التخييل وإثارة المتعة الحسية والذهنية. ولكن هل يمكن أن نعقد الصلة بينها وبين تشكيل الوعي الغربي بالمسالة الجنسانية عامة وبالتصور النظري الفلسفي عند فوكو تحديد؟ يهدف هذا المقال إلى ربط الصلة بين الأسس المعرفية التي قام عليها التصور الفوكولتي وطبيعة الموقع الذي أخذته ألف ليلة وليلة ضمن أفق التقبل الغربي للنص بما هي صورة نمطية للفعل والتبادل الجنسي داخل الشرق العربي. ويسعى البحث أساسا إلى إبراز ما انتهى إليه فوكو في تاريخ الجنسانية من المقارنة بين المعرفة الشرقية الحقيقية والأصلية بالجنس والتي يطلق عليها المعرفة الإيروسية من جهة والمعرفة العلمية الغربية من جهة ثانية. وهي المعرفة المضللة القائمة على اضطهاد البعد الجنسي وتعسف المؤسسة الدينية عليه. وقد ربط هذه الهيمنة أساسا بمستوى الخطاب. إذ حجب الجنس من اللغة. وتم إقحام الجنسانية في دائرة مغلقة من الصمت على نحو انعدم فيه الموضوع الجنساني من حقل الخطاب وتمت محاصرته والتضييق عليه إلى الدرجة التي تحول فيها إلى موضوع محرم. وانطلاقا من هذه المقابلة بين منزلة المعرفة الأجناسية في الحضارتين يهدف البحث إلى إدراك الدور الذي نهضت به ألف ليلة وليلة في بناء التصور الغربي عامة للجنس وفي البناء النظري والنسقي الذي أنشأه فوكو تحديدا. وقد أردنا أن نظفر أساسا بالمسارات الثقافية المركبة والمتعرجة التي وصلت بين بناء فوكو النظري وألف ليلة وليلة في وجه أول وإلى إبراز جملة التوافقات النسقية والنظرية والخطابية بين ألف ليلة وليلة وجملة المقررات المعرفية الفلسفية التي أثبتها في وجه ثان. ولعل من أهم وجوه التوافق بين النص النظري الفرنسي المعاصر والنص الأدبي العربي القديم إقرار الممارسة الاستمتاعية في التجربة الشرقية مقابل الممارسة العلمية في النظرية الغربية، وإشاعة المعرفة بالجنس ونشرها المقابل للحجب والكتمان، وإبداع الخطاب التصويري الإمتاعي المخالف للخطاب التقريري. ولئن خلص البحث إلى إثبات أثر الإمتاع التخييلي الشرقي في تحديد البنية النظرية الفوكولتية للجنس عبر وساطة الصور النمطية الثقافية الغربية الحركة الفن الاستشراقي، فإنه قد سعى إلى تنسيب آراء فوكو ونتائجه بخصوص المسألة الجنسانية في الحضارة الشرقية عامة والعربية تحديدا.
It is well known that Thousand and One Nights has an advanced position in human culture. This high status is due to the nature of the text which is specified by its ability to imagine and provoke sensory and mental pleasure. But is it possible to establish a link between this text and the Western awareness of the sexuality in general and Foucault’s theoretical and philosophical perception in particular? This article aims to link the epistemological foundations of the Foucaultian conception to the position taken by the Thousand and One Nights in the Westem acceptance of the text as a Stereotyped image of sexual action and exchange in the Arab East. The research seeks to show the Foucault's theory in the history of sexuality by comparing the true and original eastem knowledge of sex, which is called erotic knowledge, and the Westem scientific knowledge. From this contrast between the Status of sex knowledge in the two civilizations, the research aims to realize the role played by the Thousand and One Nights in building the Westem perception of sex in general and in the theoretical and systemic construction established by Foucault specifically.
|
