المستخلص: |
لا يمكن أن يقتصر معني النص المسرحي على مفهوم الحدوتة، بل إن تركيبة المسرحية بأكملها تشارك في تكوين هذا المعني فالأمر يتعلق بلقاء متجدد مع واقع المتفرج من خلال الإخراج الذي يشكل بناء مستقلا يعكس رؤية جديدة للنص مرتبطة بالحاضر. فالإخراج يتيح للمسرح تخطي الزمن للتعبير عن الحاضر، فلا يهم إذا كانت المسرحية قديمة أو حديثة، فإن مهمة المخرج هي إيجاد همزة الوصل التي تسمح له بربط النص مع واقع المتفرج. ومن هنا نستطيع القول بأن القيمة الفعلية للحوار المسرحي هي قيمة عملية pragmatique تأتي من خلال إعادة تحديث واقع الشخصيات مع كل عملية إخراج مسرحي؛ مما يضيف أبعادا جديدة للمعني الذي يتضمنه النص المكتوب. وإذا كانت عملية الإخراج لا تشكل كيانا مستقلا ملموسا كالنص المكتوب أو كالعرض في حد ذاته، فإنها تعد العنصر المسرحي الأساسي الذي يتيح تحويل نص المسرحية إلى نص معامر بصورة دائمة؛ وذلك من خلال تعدده في عروض متنوعة ومختلفة.
|