المستخلص: |
ان الله سبحانه وتعالى خلق جميع الأمم والشعوب مختلفة على وفق الطبيعة البشرية وقد اقر هذا الاختلاف من واجب التعايش والتعارف دون إلغاء اي منهما للآخر. فالتعايش معا والاعتراف بالآخر واحترام خصوصياته ينتج حالة من الحوار بين الثقافات والحضارات ويمهد لألتقائها بدلا من تصادمها، شريطة أن يكون هناك اتفاق فيما بينهم على مجموعة من القيم والاخلاق الانسانية المشتركة التي يمكن بمقتضاها التعايش معا وان وجدت الاختلافات ومما لاشك فيه أن التعايش يسهم في جعل الحياة المشتركة تقوم على قدر من التوازن الذي تستهدفه البشرية جمعاء، فالحياة المشتركة مستمرة بين الناس منذ أن نشأت المجتمعات البشرية حتى لحظاتنا المعاصرة وهذا يعني أن هناك اسسا خاصة تحمل الناس على أن يتعايشوا فيما بينهم، اهمها: فطرية الاجتماع، والخير والهاميته، والتنشئة الهادفة التي يتقبلها الأفراد تلقائيا من خلال تنشئتهم الاجتماعية التي تحملهم على أن يتعايشوا معا. وتظل هذه الأسس العنصر الوحيد في تحقيق التعايش الذي طالبت السماء المجتمع البشري بالالتزام به تحقيقا للتوازن، حتى في المجتمعات الأرضية المنعزلة عن السماء التي لا ترى في الإنسان الا(نزعة احادية) تضطره إلى أن يتعايش مع الاخرين: إما (قهرا) أو بسبب (مصالحه المشتركة)، مع أن هذه النزعة الأحادية تؤدي إلى التفكك الأسري والاجتماعي في هذه المجتمعات - التي تنكر خيرية الانسان وتقوم على السيطرة والخضوع وترفض الانسجام والتعارف الحضاري معلنة التصادم والتحارب بين الثقافات، فبسبب هذه الاتجاهات الأرضية - وانطلاقا من خلفيتها الفكرية والعدائية للحضارة الإسلامية - نواجه اليوم تحديات حضارية كثيرة ابرزها الصراع الحضاري. وها هو ذا " هانتنغتون" 1995: يؤكد أن سبب الصراع الأساس في هذا العالم الجديد لن يكون ايديولوجيا أو اقتصاديا، فالانقسامات والصراعات بين البشر ستكون ثقافية وستتم بين امم وجماعات من حضارات متباينة، وإن صدام الحضارات سيطغى على السياسة العالمية. ومع اننا نؤمن بالصراع على مستوى العقيدة عند مواجهة الايمان للكفر إلا اننا نؤكد ضرورة التواصل مع الاخرين في عملية حوارية تنهي جميع الأزمات، انطلاقا من إيماننا بقاعدة المنهج القرآني للحوار التي ترتكز على تعزيز مفهوم قبول الاخر واستيعابه، تمهيدا لالتقاء الحضارات وليس لتصادمها، مما يسهم في نهاية الأمر في تعميق مفهوم التعايش السلمي الحضاري بأبعاده الاجتماعية والفكرية والثقافية كافة " (كاطع ؛2005؛ص 225) . . . \
God to Whom be ascribed all perfection and majesty has created all people and nations different in their human nature. This difference necessitates coexistence, acquaintance without cancelling each other and rather respecting each other. All this will bring forth a state of a dialogue between civilizations and cultures that will meet rather than clash with each other, provided that they agree upon shared values and ethics by which they coexist in spite of differences. It is no doubt that coexistence contributes in making life balanced, and that is an aim for all people. Mutual life has existed since the rise of human society and up to modern times. This means that there are certain bases that make people coexist, the most important of them are the innate desire of people to get together, goodness and its inspiration, the purposeful upbringing of people on coexisting. Only these bases are capable of achieving coexistence, which God wants us to fulfill it in order to achieve balance. Even those antisocial societies push man to coexist either forcibly or because of common interests. This antisocial attitude leads to family disintegration in these societies that do not believe in man's goodness and that depend on oppression and refuse civilized acquaintance, announcing clash and war among cultures. Because these attitudes are mundane and because they are inimical to Islamic civilization, we nowadays face cultural challenges, the most noticeable of them is the cultural conflict. \
|