المستخلص: |
تقدم هذه الدراسة تحليلًا نقديًا لمسرحية "شهريار يعترف" للدكتور أحمد زياد محبك، والتي تمثل إعادة معاصرة لحكاية شهريار وشهرزاد المستمدة من "ألف ليلة وليلة"، حيث تبدأ المسرحية من الليلة الأخيرة للحكايات لتكشف الصراع النفسي العميق الذي يعيشه شهريار بين رغبته في الحفاظ على السلطة وبين حاجته للشفاء الإنساني من جرح الخيانة الذي خلفته زوجته الأولى. تظهر شهرزاد كشخصية علاجية تحاول تفكيك عقده النفسية، إلا أن محاولتها تنتهي بانتحارها، بعد فشلها في إحداث التغيير المنشود، ما يؤكد الرسالة الرمزية القوية للمسرحية حول عجز الإصلاح في الأنظمة الاستبدادية مهما بدت بوادر التحول ممكنة. تعتمد المسرحية على مجموعة من التقنيات المسرحية المتنوعة، من أبرزها الوحدات الأرسطية الثلاث (الزمان، المكان، الحدث)، وتأثيرات مسرح القسوة عند آرتو، إلى جانب أسلوب الصدمة الذي ميز مسرح جاري، وتقنيات المسرح الملحمي عند برخت، مثل كسر الجدار الرابع بهدف إشراك الجمهور في التفكير النقدي. وتتعمق الدراسة في تحليل الرموز المسرحية، مثل تجسيد العرش كرمز للسلطة المطلقة والمفسدة، كما تناقش صراحة الطرح الاجتماعي لموضوعات مثل الصراع بين الرجل والمرأة، وتسلط الضوء على التحولات التي طرأت على شخصية شهريار في الأدب العالمي، حيث انتقلت من كونه رمزًا في حكاية شعبية إلى نموذج نقدي معاصر يعكس تناقضات النفس البشرية والاجتماعية، مؤكدة في الختام على دور الفن المسرحي في كشف هذه التناقضات وتحفيز الوعي الجماعي. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|