المستخلص: |
يتفق جل الباحثين أن فن الطبخ بالمغرب يتميز بالغنى والتنوع والأصالة والفرادة، وذلك بفضل الموقع الاستراتيجي للبلد، وكذا بفعل تأثيره وتأثره بالعديد من الروافد كالثقافات الأمازيغية والعربية والأندلسية والإفريقية والرومانية واليهودية. غير أن التحولات التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي شهدها المغرب منذ عقود أفرزت ألوانا جديدة وأجنبية من الأطعمة والأشربة الوافدة من بلدان أخرى والمتشبعة بثقافاتها، مثل السوشي"، و"البيتزا"، والأكلات السريعة، والأحسية الأوروبية... في هذا الصدد، ووعيا منا بأهمية الحفاظ على هذا الموروث المادي، وصون "مدونتنا الغذائية" وحفظها، آثرنا الاشتغال وفق مقاربة معجمية، على شعر الملحون باعتباره فنا من القول يترجم أحوال المجتمع المغربي، وظروف عيشه وثقافته. ونظرا لأهمية الدراسات المعجمية في المحافظة على الذخيرة اللغوية من جهة، وحاجة شعر الملحون لمعجم مواز، يشرح ألفاظه، ويوضح مدلولاتها المعجمية واللغوية من جهة ثانية، اتجه اهتمامنا إلى الانكباب على دراسة معجمية لشعر الملحون. وقد وقع اختيارنا في هذه الدراسة، على متن أحد كبار شعراء الملحون، ويتعلق الأمر بالشيخ محمد بن علي المسفيوي الدمناتي من خلال قصيدته الشهيرة والموسومة بـ "الزردة"، وذلك في محاولة منا للإجابة عن السؤال التالي: إلى أي حد يعكس فن الملحون، بشكل عام، وقصيدة "الزردة" على وجه الخصوص ثقافة الأكل والطبخ المغربيين، ومن خلالهما مظاهر الهوية وخصوصياتها لدى الإنسان المغربي؟
|