المستخلص: |
أن شعر المتنبي كان صورة صادقة لعصره وحياته، ووظف أغراض الشعر لذلك خير توظيف، فاهتم ببعضها وقلل أو أهمل من بعضها الآخر، فكان مرآة لعصره، يحدثك عما كان في عصره من ثورات، واضطرابات، ويدلك على ما كان به من مذاهب وآراء، ونضج للعلم والفلسفة، كما يمثل شعره حياته المضطربة، فذكر فيه طموحه وعلمه، وعقله وشجاعته، وسخطه ورضاه، وحرصه على المال، كما تجلت القوة في معانيه وأخيلته وألفاظه وعباراته، وقد تميز خياله بالقوة والخصب، فكانت ألفاظه جزلة، وعباراته رصينة، تلائم قوة روحه، وقوة معانيه، وخصب أخيلته، وهو ينطلق في عباراته انطلاقا، ولا يُعنى فيها كثيرًا بالمحسنات والصناعة، وكان لاختيارات المتنبي لأغراضه دلالات خاصة تخدم تطلعاته المختلفة.
|