المصدر: | كتابات |
---|---|
الناشر: | الجمعية المصرية للدراسات السردية |
المؤلف الرئيسي: | درويش، أحمد إبراهيم (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
الشهر: | ديسمبر |
الصفحات: | 9 - 29 |
رقم MD: | 152784 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يحتل المكان أهمية بالغة في الأعمال الفنية عامة ومن بينها الفنون القولية شعرية كانت أو روائية مع ترتيب الأولويات داخل دائرة هذه الفنون؛ إذ يحتل المكان دور الأهمية الأولى في الفن الروائي، على حين يتصدر الزمان المرتبة الأولى في الفنون الإيقاعية صعودا من الشعر ووصولا إلى الموسيقى. ومن هنا فإن المكان تزداد أهمية الالتفات أليه في الفن الروائي، سواءا من قبل الروائيين أنفسهم، أو من قبل نقادهم. وقد بلغت هذه الأهمية درجة جعلت تيارا مثل تيار (الرواية الجديدة) في فرنسا يحطم عنصر الزمان كمقياس لرصد مغزى الحياة ويحل محله عنصر المكان كما كان يرى آلان روب جرييه وغيره من رواد هذا التيار نقدا وإبداعا. وكثير من النقاد رأوا أن عنصري المكان والزمان متداخلان إلى الحد الذي يمكن الحديث فيه عن الزمكانية مثلا، مع التسليم بأن الزمان نفسه لا يمكن له التحقق والوجود إلا عبر المكان، وأن ذلك الزمان هو بطبيعته قليل الديمومة متحرك غير ثابت، على حين أن المكان قابل للتمتع بديمومة وثبات يقتربان به أحيانا من مشارف الخلود بل ويقربان به من فكرة (الكينونة والتكوين والكون) وهي كلها مفردات تلتقي في العربية على نحو خاص مع المكان في مادته اللغوية الأساسية وتشكل معه العناصر الرئيسية للوجود سواءا بالنسبة للكائنات الحية أو للطبيعة المحيطة بها. وإذا كانت مفردات مثل (الكينونة والتكوين والكون) تنتمي إلى مجالات فلسفة الطبيعة أو ما وراء الطبيعة فإن (المكان) هو أقرب مفردات هذه العائلة من الفن وقد كان أبو العلاء المعري يقول: أما المكان فثابت لا ينطوي لكن زمانك ذاهب لا يرجع ومع أن الزمان من طبيعته الذهاب وعدم الاستقرار فإن الفن الجيد يستطيع أن يثبت بعض لحظاته إذا أحسن الاختيار الفني للمكان الملائم كما هو الشأن في التوظيف الفني لعنصر النيل عند الطيب صالح. |
---|