المستخلص: |
اعتنى علماء المغرب العربي بدراسة اللغة العربية وفنونها كوسيلة للتفقه في الدين وتوسيع آفاقهم العلمية والمعرفية، وتزخر المملكة العربية المغربية بتراث أدبي كبير، الأمر الذي لفت انتباه الباحث للبحث والغوص في بحارها بغية تعريفها واستخراج ما فيها من كنوز أدبية كي يطلع عليها الآخرون ويدركوا قيمتها وإسهامها في توسيع الثقافة العربية في مهدها الذي ولدت فيه على وجه العموم، وقصائد شعرائها في الشعر الصوفي على وجه الخصوص. يعد الأدب الصوفي بصفة عامة، تصوير رائع للعواطف والوجدان بواسطة ألفاظ وجمل وعبارات مترابطة على نمط التعبير نثرا وشعرا، والذي تتشعب مظاهره، وتتنوع صوره وفق تعدد الطوائف والفرق في جميع العصور الأدبية. فالقارئ لتصوف الشيخ ماء العينين، والمتمعن النظر في جمال لغته وطريقة نظمه وتنوع أساليبه، يجد أن لغة التصوف في جماليتها المتميزة لها، تخلق وحدة فنية، ومن ثم شعورية، فكرية ترتفع بالمشاعر، وتعبر عن تجربة عرفانية فريدة، تكشف الدلالة عن وعي مرهف، وحس وثاب، فهي على رقتها، وسهولتها وتنوعها، ذات دلالة اشتقاقية خاصة، وبشكل عام فإن شعره الصوفي شكل نصبا لغويا ودلاليا خاصا في الأدب العربي، خرج باللغة مما ألفته إلى مستوى جديد، ثري بالدلالات والإيحاءات مما سمح للباحث أن يتوجه بالبحث في قصائده. ولإظهار ذلك بصورة واضحة مال الباحث إلى دراسة بعض قصائد الشيخ الصوفية في مقالة معنونة بـ "النزعة الصوفية في منظومات الشيخ ماء العينين دراسة تحليلية لنماذج مختارة" ذلك لأنه رائد من رواد الأدب العربي في منطقته. وتشتمل المقالة بعد المقدمة على عرض النقاط التالية: -ترجمة الشيخ ماء العينين رحمة الله عليه. -البيئة التي كونت شاعريته. -عرض موجز لنماذج من منظوماته. -لمحة وجيزة عن التصوف. -المصطلحات الصوفية في قصائده. -التقويم الفني للقصائد المختارة. -الخاتمة.
|