المصدر: | فكر وإبداع |
---|---|
الناشر: | رابطة الأدب الحديث |
المؤلف الرئيسي: | الموافي، فاطمة الزهراء عبدالغفار علي (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ج47 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الشهر: | سبتمبر |
الصفحات: | 71 - 98 |
رقم MD: | 153076 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يمكن أن أقف على بعض النقاط ذات الصلة المباشرة بمفهوم الإسقاط، بوجهيه النفسي والاجتماعي، في جانب، والسياسي في جانب آخر، وهي تتعلق بمدى نجاح الجاحظ في إيصال الرسالة الدلالية التي أراد إيصالها للمتلقي عبر قناة الإسقاط المشار إليها سابقا. ولعل من الصواب طرح تساؤل مهم ومباشر في هذا السياق عن مدى مصداقية الجاحظ في طرحه لمعلوماته التي تضمنها الكتاب، ذلك الجانب، ومدى نجاحه في تحقيق المستهدف من فكرة الإسقاط المنوه من قبل، وذلك من جانب آخر. من الجدير ذكره أن الجاحظ نوع من مصادر معلوماته، وجاء الكتاب بذلك زاخرا بكثير من المعلومات والأخبار والقصص والحكايات المتعددة، وقد التزم الجاحظ الدقة فيما رواه في كتابه، من خلال النقل والتفصيل والطرح في آن واحد. في هذا الصدد يقول أحد الباحثين: "ويبدو للباحث أن الجاحظ كان أكثر صدقا مع واقعه، ومع مجتمعه، ومع التاريخ، فدون لنا المصادر التي اعتمد عليها، ولم يتركها لاجتهاد الباحثين" وقد نوه الجاحظ نفسه بمنهجه حول هذا الجانب –تحديدا –إذ يقول: "وهذه ملتقطات أحاديث أصحابنا وأحاديثنا وما رأينا بعيوننا، فأما أحاديث الاصمعي وابي عبيدة وأب الحسن؛ فإني لم أجد فيها ما يصلح لهذا الموضع إلا ما قد كتبته في هذا الكتاب، وهي بضعة عشر حديثاً" في جانب آخر يمكننا أن نؤكد على نجاح الجاحظ إلى حد يعيد في إيصال رسالته ذات البعد النفسي والاجتماعي والسياسي إلى المتلقي بطريقة سهلة ميسورة الإدراك، وبلغة أكثر ميلا إلى البساطة والسهولة من غير بعد عن عمق التعبير وفصاحته، وإن كان ذلك منقولا بخفة ظله ودعاباته الرقيقة، ولعل ميل الجاحظ لنقل مضامين رسائله الفكرية والاجتماعية على واقع الحياة والناس، إنما شكل هذا معيار نجاحه الأول المشار إليه، وقد تنبه باحثون كثر إلى تحقيق رسالة الجاحظ لأهدافها من منطلق مصداقيته ودقته التي اعتمد فيها على واقع الحياة من حوله بالدرجة الأولى. |
---|