المستخلص: |
هدف البحث إلى تحليل مواقف حركة "بـرسبكتيف - العامل التونسي" من علاقات الاتحاد العام التونسي للشغل النقابية الخارجية خلال الفترة (1963-1981)، مع التركيز على تأثير الأيديولوجيا والظروف السياسية والاقتصادية على هذه العلاقات. ارتكز البحث على أربعة مباحث رئيسة. جاء في المبحث الأول السياق التاريخي فنشأت الحركة في باريس عام 1963 كمجموعة اشتراكية تونسية، ثم تحولت إلى حركة "العامل التونسي" عام 1969، وتمحورت نشاطات الحركة حول نقد سياسات الاتحاد العام التونسي للشغل وعلاقاته الخارجية، خاصة مع المنظمات النقابية الدولية. كما أشار المبحث الثاني إلى مواقف الحركة من علاقات الاتحاد الخارجية، العلاقات مع المنظمات الغربية: اتهمت الحركة قيادة الاتحاد (مثل أحمد التليلي والحبيب عاشور) بالانخراط في "المحور الإمبريالي"، خاصة عبر ارتباطاتها بمنظمات مثل "الكونفدرالية الدولية للنقابات الحرة و"الاتحاد الأمريكي للعمل"، والتي رأت الحركة أنها مرتبطة بوكالة الاستخبارات الأمريكية، واعتبرت الحركة هذه العلاقات انعكاساً لتبعية السلطة التونسية للغرب وتنازلها عن المبادئ الثورية، وأيضاً العلاقات مع المنظمات الإفريقية: انتقدت الحركة موقف الاتحاد من المنظمات الإفريقية المناهضة للإمبريالية، مثل "الاتحاد النقابي لعموم إفريقيا"، واعتبرت انسحاب الحبيب عاشور من مؤتمر أديس أبابا (1973) دليلًا على تبني سياسات معادية للثورة. وخصص المبحث الثالث لمعرفة التفاعل الداخلي مع السلطة التونسية؛ حيث رأت الحركة أن قيادة الاتحاد كانت جزءاً من "الطبقة البورجوازية الحاكمة"، متهمة إياها بقمع الحركات العمالية وتوظيف النقابات لخدمة أجندة السلطة، وتصاعد التوتر بين الحركة والاتحاد بعد أحداث 1972 (قمع المظاهرات الطلابية) و1978 "الخميس الأسود". وانتقل في المبحث الرابع إلى دعوات الحركة للإصلاح، من خلال تكوين فضاء نقابي مستقل، وتأسيس جبهة نضالية ثورية. وخلص البحث إلى فشل الحركة في تحقيق أهدافها بسبب تشتت تنظيمها وعدم قدرتها على تجذير قاعدة شعبية عريضة. كما ظل الاتحاد العام التونسي للشغل قوة نقابية فاعلة، رغم الانتقادات، بينما اضمحلت الحركة بحلول 1984. وأخيرا أوصى البحث بإن دراسة هذه التجربة مهمة لفهم تأثير الأيديولوجيا الاشتراكية على الحركات النقابية في العالم العربي. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|