المصدر: | فكر وإبداع |
---|---|
الناشر: | رابطة الأدب الحديث |
المؤلف الرئيسي: | منصور، محمد الحسيني (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ج47 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الشهر: | سبتمبر |
الصفحات: | 1 - 40 |
رقم MD: | 153211 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex, AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يناقش هذا البحث العلاقة بين العلم والدين والإبداع من خلال مناقشته لقصة من قصص الخيال العلمي للكاتب الاسترالي دافيد ليك "الخالق" التي يناقش فيها كنه الكون بتقنية تثير الشك في نفس القارئ، حيث يدمج علم الأساطير الكلاسيكية، والكتب المقدسة، قديمها وجديدها، ونظرية تشارلز داروين للتطور، ومن شكك في الأمور الثابتة في الديانات مثل فريدرش نيتشه في إنكاره للألوهيه والتاريخ الغربي، وذلك من أجل إنشاء عالمه الكوني الذييحاول من خلاله كفنان أن يوائم بإبداعه بين ما قرأه وبين ما يجد نفسه فيه وبين ما يحاول الوصول إليه من فهم لكنه الكون، واستكشاف للمعاني المتضمنة في هذه اللعبة الكونية لكل من الخالق والمخلوق. وإذا كان البحث يوضح محاولة الكاتب في اظهار تأثير العلم في الحياة الإنسانية ومقاومة المظالم والتظاهرات في المجتمع المعاصر، فإنه يوضح أيضا الشكوك التي تنتاب دافيد ليك في إمكانية مساعدة العلم للإنسان في إيجاد مخرج من الفخ الكوني الذي وجد نفسه داخله، وكذا في قدرة تكيف الإنسان على الموائمة بين ما وجد نفسه فيه ومحاولته الخروج منه في عالم يموج بالشر.يوضح البحث محاولة الكاتب إيجاد حل للتوترات الموجودة بين العلم والدين في إطار جمالي، لأن تصوره الديني وفكره الفلسفي عن الوضع الإنساني لا يمكن أن يهدي إلى معتقد ديني، ونتيجة لذلك، فإن الكاتب يسوق القضايا التي تتعلق بطبيعة الخالق، والعلاقة بين الخالق والخلق، وأصل الشر ووظيفته في العالم في شكل جمالي وليس ديني، حيث تتشابك هذه القضايا مع افتراضه الزاعم بأن حقيقة هذه القضايا متوقفة علي الخيال الإنساني، وأن الآلهة تنتمي أولا وقبل كل شيء إلي الفن، وأن القدرة الإبداعية مرتبطة علي نحو وثيق بكل من أصل الآلهة ونشأة الكون.ينظر البحث إلى قصة دافيد ليك على أنها ثلبي رغبة كامنه لدي البعض لاستنساخ الكون والجنس البشري من خلال التكنولوجيا والخيال، وذلك لأنها تسمح للكاتب أن يتذوق نيابة عن الآخرين طعم الإثارة والمخاطر من جراء المشاركة في القدرة الإلهية والإبداع الكوني بدون أي خوف من الإدانة، وذلك لأن بطل القصة يحاول أن يحاكي -من خلال الوسائل التكنولوجية-عملية إنشاء الكون، تم يحاول جاهدا بعد ذلك أن ينقذ الخلق من تبعات وعواقبمخططه الطموح. ويخلص البحث في النهاية إلى اثبات أنه كما نجح دافيد ليك في تحقيق رؤيته الفنية الإبداعية في الموائمة بين ما وجد نفسه فيه وبين الواقع، فإنه قد نجح أيضا في حفر حفرة وضع فيها كلا من العلم والدين، وترك القراء في مواجهة تفسيره الغامض لمعضلة أصل الكون ومأزق الوضع الإنساني. |
---|