المستخلص: |
لقد أثرت الظروف السياسية غير المستقرة على النتاج التخطيطي وطبعته بالصفة العسكرية على مستوى المدينة والعمارة، والذي ظهرت ملامحه بشكل واضح في هيكل المدينة وبنيتها التخطيطية حيث تحتل مفاهيم الدفاع والحماية والخصوصية مقدمة المتطلبات الوظيفية التي قادت إلى إنجازات تخطيطية متميزة في العمارة والتخطيط العسكري على مستوى الدفاع الستراتيجي والذاتي. لقد شيد العراقيون الأسوار منذ أقدم القرى التي عرفها الإنسان. وكانت البوابات التي توجد في هذه الأسوار بسيطة وغالباً مدعومة بركائز جدارية إضافة لإسنادها، إلا انه لم تكن هناك أبراج حول المداخل بالمعنى الصحيح، وكانت الأسوار غير منتظمة وتدور مع حافات المدينة وتأخذ شكل محيط المدينة. أما في العصر الأكدى فلقد بدأ النزوع إلى الاستقامة والانتظام في المباني يقدم الدليل على فكر معماري شمولي. ويبدو أن نشوء النواة هي ضرورة حتمية لأنها النقطة التي تتجمع حولها كل أجزاء المدينة في مراحل لاحقة ولا تنشأ الأسوار عادة إلا في اللحظة التي تحتاج بها المدينة إلى استحكامات تحميها من أي هجوم أو عدوان.
|