المستخلص: |
يتناول هذا البحث مفهوم "الأنا الجلدية" كما طوّره المحلل النفسي الفرنسي ديدييه أنزيو، ويستعرض التأصيل النظري لهذا المفهوم بوصفه أحد أهم الابتكارات في مجال التحليل النفسي الإكلينيكي. ينطلق البحث من فرضية محورية مفادها أن الجلد لا يقتصر دوره على كونه غلافًا جسديًا فحسب، بل هو عنصر نفسي حاسم يسهم في تشكيل صورة الذات واحتواء مكونات الأنا منذ المراحل المبكرة لنمو الطفل. يركز الباحث على السياق النظري الذي نشأ فيه هذا المفهوم، مشيرًا إلى أنزيو بوصفه محللًا نفسياً استند في أعماله إلى مدرسة فرويد مع رفضه الحاد للتيار اللاكاني. موضحًا أن الأنا الجلدية تمثل تمثيلاً نفسياً لسطح الجسد، وهي البنية الأولية التي من خلالها تتشكل حدود الذات وتماسكها، وتعمل كحاوية للأفكار والانفعالات، ودرع واقٍ من المؤثرات الخارجية. كما تسجل الأنا الجلدية آثار الاتصال الجسدي الأولي، خاصة بين الطفل وأمه، مما يساهم في تأسيس الهوية النفسية للفرد. كما استعرض حياة أنزيو المهنية وتطوره الفكري، بدءًا من تدريبه الإكلينيكي وعلاقته بأبرز الأسماء في التحليل النفسي الفرنسي مثل لاكان وجولييت فافيز، إلى دوره في تأسيس جمعيات نفسية مستقلة. بالإضافة إلى تسيلط الضوء أيضًا على تأثر أنزيو بالدراما النفسية، وعمله مع مرضى الجلدية، وكيف قادته هذه التجارب إلى بلورة مفهوم الأنا الجلدية، الذي تطور لاحقًا إلى مفهوم "الغلاف النفسي". كما ناقش الجوانب التطبيقية للمفهوم، موضحًا أثر غياب الأنا الجلدية في الاضطرابات النفسية الشديدة كاضطراب الشخصية الحدية والنرجسية، وكيف يساهم التحليل النفسي في ترميم هذا الغلاف الممزق. كما يبرز الوظائف النفسية للجلد بوصفه وسيطًا حسيًا وثقافيًا، ويُظهر كيف تتقاطع أدواره مع التكوين الثقافي والاجتماعي للذات. أخيرًا، يعرض البحث التأصيل الأنثروبولوجي والظاهراتي للمفهوم، ويوضح ارتباطه بالهوية، والذات، والخيال، وحدود الاتصال بالآخر. حيث تبرز أهمية الجلد باعتباره ساحة أساسية لتجربة الذات ولتشكّل الأنا. مختتمًا بالتأكيد على أن هذا المفهوم يفتح آفاقًا جديدة في فهم الأمراض النفسية، والعلاج الإكلينيكي، والعلاقة بين الجسد والنفس. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025 باستخدام .AI
|