المستخلص: |
هدف المقال إلى الكشف عن ظاهرة التناص في الشعر العربي من منظور النقد القديم، ويوضح كيف تعامل النقاد العرب القدامى مع هذه الظاهرة تحت مسميات مختلفة مثل الاقتباس والتضمين والسرقة والمعارضة، مع مقارنتها بمفهوم التناص في النقد المعاصر. ارتكز المقال على أربعة محاور رئيسة. بدأ المحور الأول بالتعرف على أساس الإبداع في النقد القديم؛ حيث أكد النقد العربي القديم على ضرورة اعتماد الشاعر على أعمال سابقة، سواء من خلال الحفظ أو الاستيعاب، كشرط للإبداع الشعري، واستشهد بأقوال ابن خلدون وأمرؤ القيس وزهير بن أبي سلمى لتأكيد هذه الفكرة. وكشف المحور الثاني عن مصطلحات النقد القديم للتناص؛ حيث تناول النقاد القدامى الظاهرة تحت مسميات مثل الاقتباس (استخدام نصوص قرآنية أو حديثية)، والتضمين، والسرقة الشعرية، والمعارضة، وتميز الاقتباس بإضفاء القدسية على النص أو إبراز براعة الشاعر، كما في أشعار ابن النبيه التي تضمنت ألفاظًا قرآنية حرفية أو معدلة. وقدم المحور الثالث أمثلة تطبيقية؛ حيث ذكر أمثلة لشعراء مثل ابن النبيه وأبي جعفر الأنباري الذين اقتبسوا من القرآن والحديث النبوي، سواء بحرفية أو بتعديل طفيف، وأشار إلى أن النقد القديم تنبه لعلاقات النصوص (كالثلث والثلاث)، مما يقابل مفهوم التناص في النقد المعاصر. وأبرز المحور الرابع المقارنة مع التناص المعاصر؛ حيث أوضح المقال أن الاقتباس في النقد القديم يشبه التناص المعاصر، لكنه يختلف في الوظائف والغايات، وناقش كيف أن النقد القديم سمح بتحوير النصوص المقتبسة (زيادة، نقصان، تقديم، تأخير)، مما يقابل "التناص التحويري" في النقد الحديث. واختتم المقال باستنتاج أن النقد العربي القديم قد سبق النقد المعاصر في فهم تفاعل النصوص، وإن اختلفت المصطلحات والأطر النظرية. كما يبرز دور النقاد القدامى في وضع ضوابط لهذه الظاهرة، مما يؤكد ثراء التراث النقدي العربي وقدرته على استيعاب المفاهيم الحديثة. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|