المستخلص: |
يتناول المقال قصة سيدنا آدم عليه السلام وإبليس كما وردت في سورة الأعراف، من خلال تفسير الشيخ فيضي أحمد العثماني (ت. 1949)، مبرزًا البعد العقدي والروحي للصراع الأزلي بين الخير والشر، والذي يتجلى في موقف إبليس الرافض للسجود لآدم. مبينًا أن رفض إبليس لم يكن اعتراضًا على أمر الله بقدر ما كان تعبيرًا عن كبرٍ دفين وتفضيلٍ مغرور لأصله الناري على الأصل الطيني لآدم، مما ترتب عليه الطرد من رحمة الله واللعنة الأبدية. وفي المقابل، يُقدَّم آدم كنموذج للخليفة الذي كرّمه الله بالعلم والقدرات الروحية، وهي صفات أبهرت الملائكة وأثبتت استحقاقه للتكليف. فضلًا عن الكشف عن الحكمة الإلهية في إتاحة هذا الصراع، بوصفه ابتلاءً مقصودًا لاختبار إرادة الإنسان واختياره الحر، مستندًا في ذلك إلى آيات مثل قوله تعالى: "وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ" (الأعراف: 200). كما قدم تحليلاً دقيقًا لكيفية وسوسة الشيطان لآدم وحواء، وأثر تلك الوسوسة في نزع لباس الجنة عنهما. مختتمًا بالإشارة إلى أن الخطيئة الأولى لم تكن نهاية، بل كانت مدخلًا إلى التوبة والرجوع إلى الله، مؤكدة أن الصراع بين الإنسان وإبليس سيظل قائمًا إلى يوم القيامة، وأن العبرة في هذا الامتحان الإلهي لا تكمن في السقوط، بل في الكيفية التي يُنهى بها الإنسان رحلته، فالعبرة بالخواتيم لا بالبدايات. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|