ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المنهج الفلسفي في قراءة الأعمال الأدبية

المصدر: فكر وإبداع
الناشر: رابطة الأدب الحديث
المؤلف الرئيسي: طاهر، حامد (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Taher, Hamed
المجلد/العدد: ج52
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: مايو
الصفحات: 539 - 558
رقم MD: 154206
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

35

حفظ في:
المستخلص: يحكى أن صيادا عجوزا اسمه سانتياجو ظل ما يقرب من ثلاثة شهور دون أن يصطاد سمكة واحدة. وخلال الأربعين يومًا الأولى، كان يصحبه فتى، قرر أبواه في نهايتها أن ينقلاه إلى قارب صيد أخر، بعد أن تأكد لهما أن العجوز منحوس الحظ. لكن العجوز صمم على أن يخرج منه المرة من خليج ستريم في رحلة بعيدة، داخل المحيط الأطلنطي، على أمل أن يعثر على صيد ثمن. وبعد إعداد جيد، تميز بالجيزة، وفترة انتظار مرهقة غلب عليها الإصرار و التحدي، علقت بحباله سمكة ضخمة، اضطرته -على مدى يومين كاملين- أن يترك نفسه وقاربه لجذبها القوى والثابت.. ثم بدأت تظهر على السطح، وعندئذ نشب صراع رهيب بينها وبين الصياد، حتى تمكن من قتلها. وبسبب ضخامتها اكتفي بربطها إلى جانب القارب. وفي أثناء العودة إلى الشاطئ مترعا بلذة النصر، ظهرت الحيتان التي أغرتها رائحة الدم النازف من السمكة. وعندما أخذت تنهش منها، نشبت معركة أخرى أكثر شراسة تكسرت فيها كل أسلحة العجوز ، ونفدت قواه، فتوقف عن الصراع ملقيا بهيكله المنهك في قاع القارب، وتاركا ما تبقى من السمكة لهجمات الحيتان العنيدة، وبدفع الموج وحده، وصل العجوز إلى الشاطئ غير قادر على شيء. ولم يكد يدخل كوخه العتيق، حتى سقط على الأرض، مثخنا بالجراح، ومستغرقا في نوم عميق. مع خيوط الصباح الأولى، عرف كل من بالشاطئ أن العجوز قد اصطاد أكبر سمكة تمكن منها صياد على الإطلاق. وعندما أسرع الفتى إلى الكهف، وجد العجوز في حالة إنهاك كامل، إلى حد أنه لم يهتم بما أخذ يردده عن دهشة الصيادين من حجم الهيكل العظمى لسمكة، ثم ما لبث أن استغرق في نوم عميق، رأى فيه نفس الحلم الذي كان يراه غالبا: مجموعة من الأسود تجرى في المساء على شواطئ إفريقية.. الذي ينطبع في ذهن القارئ بعد الانتهاء من الرواية: ‌أ. أن الإنسان يظل يصارع بشراسة من أجل الوصول إلى هدف، أو تحقيق ثروة، وعندما يحصل عليها إذا بعوامل الفناء تبدأ في انتزاعها منه.. إلى حد أنه لا يستطيع أن يظهر أدنى مقاومة وهي تنسل من بين يديه. ‌ب. أن إرادة الإنسان يمكنها أن تتغلب على مظاهر الطبيعة مهما كان جبروتها وسطوتها. وأنه بالعقل والخبرة يمكنه أن يظل متماسكا في أقسى الظروف. ‌ج. أن الرصيد النفسي لدى كل فرد منا قادر عند الضرورة على أن يمد الإرادة بما يقويها، ويبقيها صامدة ومتماسكة. ‌د. أن الإنسان عندما يضع لنفسه هدفا محددًا فإنه يمكنه تحقيقه -مهما كان هذا الهدف بعيدا أو حتى مستحيلا- لكن ذلك مرتبط بعدة عوامل لابد من توافرها لتحقيق الهدف: (التحدي والإصدار، التزود بالخبرة، التخطيط وتوافر الأدوات المساعدة). ‌ه. إن الإنسان -حتى وهو وحيد- يمكنه أن يصنع ثنائية يتحاور احدهما مع الآخر.. بل إنه عندما يواجه الطبيعة مواجهه مباشرة، فإنه يتأقلم معها ويصبح جزءا منها. ‌و. إن الإنسان وهو يصارع عدوا ما، تتولد في نفسه مشاعر خاصة نحو هذا العدو، تتفاوت من حد الرغبة في تحطيمه إلى حد الإعجاب به، ومن كراهيته المطلقة إلى الفته والتعود عليه. ‌ز. إن الوحدة قاسية على الإنسان. وأنها بالفعل ضد الطبيعة البشرية التي تحتاج دائما لمن يؤنسها، ويذهب وحشتها، سواء في حالة الفشل، أو في حالة الانتصار. \

عناصر مشابهة