المصدر: | فكر وإبداع |
---|---|
الناشر: | رابطة الأدب الحديث |
المؤلف الرئيسي: | سهلي، رشيد (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Sahli, Rachid |
المجلد/العدد: | ج53 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2009
|
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 141 - 186 |
رقم MD: | 154303 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase, HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يتناول هذا البحث منهج أبي بكر محمد بن سهل بن السراج النحوي البغدادي (المتوفى سنة 316هـ) في تأصيل الأصول النحوية وتقعيد القواعد العربية وتأثره بمناهج النحاة العرب؛ فقد جمع ابن السراج أصول العربية وأخذ مسائل سيبويه وعول على مسائل الأخفش والكوفيين حتى قيل في شأنه ما زال النحو مجنوناً حتى عقله ابن السراج بأصوله. والذي يقرأ كتاب "الأصول في النحو" يعرف أن ابن السراج كان منهجياً قويم النظرة في عرض مادة كتابه، فلم يشأ أن يجري دراسته النحوية على النهج الذي ألفناه في كتب من سبقه من النحويين فقد أدرك أن مدار علم النحو في كتابه مبني على استخراج الأصول النحوية (السماع – القياس – التعليل) مع الالتزام بالدقة في كل موضوع وقد بوب كتابه تبويباً يشبه إلى حد كبير كتاب سيبويه، لكن موضوعات أصول ابن السراج غير متداخلة كموضوعات الكتاب فقد رتب كتابه على الشكل الذي ألفناه في الوقت الحاضر؛ فبدأ بمرفوعات الأسماء ثم المنصوبات فالمجرورات وانتقل بعد ذلك إلى التوابع كالنعت والتوكيد وعطف النسق والعطف بالحروف ثم أشار إلى نواصب الأفعال وجوازمها وزاد باب التقديم والتأخير وباب الإخبار بالذي وبالألف واللام وانتهى إلى مسائل الصرف. وقد استشهد أبو بكر في كتابه بالشعر في أكثر من موضع، ولم يكن ابن السراج مجرد ناقل أو سامع يجمع الآراء يقدمها للدارسين فقط بل كانت له مقدرة فائقة في القياس والتعليل والترجيح كما تظهر أحكامه على حظ كبير من السداد والقبول شأن العالم المتأكد من صحة قوله وتصويب رأيه وكثرة حفظه وعمق إدراكه وهذا ما ميز منهجه النحوي. وتتمحور هذه الدراسة حول موقف ابن السراج من مذاهب النحاة المتقدمين عليه زمنياً مثل سيبويه والمبرد وغيرهما وتخلص إلى تميز ابن السراج بمنهج لغوي ومدرسة نحوية عرفت فيما بعد باسم المدرسة البغدادية النحوية التي استقى أصولها وأرسى دعائمها من أسس النحويين البصريين والكوفيين. وتتلخص محاور هذه الدراسة حول: 1. مدرستا البصرة والكوفة. 2. المدرسة البغدادية. 3. خصائص المدرسة البغدادية. 4. السماع عند المدرسة البغدادية. 5. القياس عند المدرسة البغدادية. 6. ابن السراج ومذهبه النحوي. واستمر الصراع بين المدرستين، وبلغ ذروته وأوجه بين علمين بارزين من أعلامهما المبرد (ت 285) الذي انتهت إليه رئاسة مدرسة البصرة، وثعلب (291هـ) الذي انتهت إليه مشيخة الكوفيين. وجرت مناظرات بينهما( )، مما جعل شقة الخلاف تزداد بينهما، وتتفاقم، وتشبث كل منهم بأصول مدرسته ومناهجها. وظهور هذين العلمين في عصر واحد ومدينة واحدة، جعل الفرصة متاحة أمام كثير من طلاب النحو ليتتلمذوا على هذين العالمين في آن واحد، وليطلعوا على نحو كلت المدرستين، فنشأت لديهم ملكه المقارنة والموازنة بين المذهبين، يدل على ذلك أن بعض تلاميذ ثعلب الخلص، تحولوا عنه إلى المبرد، كأبي علي الدينوري ختن ثعلب على أبنية( )، وكالزجاج( ). وكان بعض طلبة النحو يتردد دون بين الشيخين، ويسمعون من كليهما، وينقلون أحياناً ما يسمعونه من أحدهما إلى الآخر، قال الزجاج: "دخلت على أبي العباس ثعلب في أيام المبرد وقد أملى شيئاً من "المقتضب"، فسلمت عليه، وعنده أبو موسى الحامض، وكان يحسدني حسداً شديداً، ويجاهرني بالعداوة، وكنت ألين له، وأحتمله لموضع الشيخوخة، فقال لي ثعلب: قد حمل إلى بعض ما أملاه هذا الخلدي (يعني المبرد) فرأيته لا يطوع لسانه بعبارة. فقلت له: إنه لا يشك في حسن عبارته اثنان، ولكن سوء رأيك فيه يعيبه عندك، فقال: ما رأيته إلا ألكن متغلفاً، فقال أبو موسى: والله إن صاحبكم (يعني سيبويه) ألكن"( ). فهذا الخبر يثبت أن تلاميذ كل شيخ كانوا يطلعون على ما يلقيه الشيخ الآخر على تلامذته، وهذا ما جعل فرصة المقارنة والموازنة والمقايسة متاحة لكل تلميذ من تلاميذ الشيخين. فاطلاع طلاب النحو على المذهبين عن كثب، وما أعقبه من مقارنة وموازنة يفسر لها انتهاء حدة الصراع بين المدرستين بموت كل من المبرد وثعلب. كما يفسر لنا ظهور جيل جديد من النحاة، استطاعوا أن يخرجوا من أسر التعصب البغيض، فلم يعد تتحكم به العصبية لمذهب ما أو شيخ معين. |
---|