| المستخلص: |
قد أولت الأبحاث العلمية التربوية اهتماماً كبيرًا بمسألة نشر الوعي البيئي وتنمية القيم البيئية لدى المواطنين ودور المؤسسات البيئية بشكل عام، فمن الضروري إيجاد استراتيجية موحدة ومنظمة في المجال البيئي والصحي لقضايا المياه، الهواء، الغذاء، النفايات، ونشر الثقافة الصحية والبيئية، وزيادة مستوى التعاون والتنسيق بين المواطن ومؤسسات البيئة والصحة والبلدية في المجتمع. ولابد من نشر مفهوم الوعي البيئي وعلاقته بالأمن البيئي وتحقيق هذا المفهوم من خلال إكساب أفراد المجتمع المعلومات البيئية اللازمة وتوضيح خطورة المشكلات البيئية على حياتهم وتكوين الاتجاهات الإيجابية وغرس القيم البيئية المرغوبة نحو المشاركة في إيجاد الحلول المناسبة لمشكلات البيئة. فمما لا شك فيه أن من سبل الحفاظ على البيئة هو تعبئة الأفراد والجماعات وخلق مستوى من الوعي البيئي. وإن غاب هذا الوعي سوف يؤثر تأثيراً مباشراً على مقومات النظام البيئي، فقد أثبتت الدارسات أن نسبة كبيرة من أسباب حدوث المشكلات البيئية هو انعدام الوعي البيئي لدى الأفراد بالمجتمع لذلك فإن الحاجة ملحة لخلق وعي بيئي بدءا بالأسرة مروراً بالمؤسسات التربوية والمجتمع وصولا إلى القيادات السياسية والإعلامية وصناع القرار. ويدل استقراء الواقع عن ظهور استنتاجات؛ تصف وتحلل العديد من المخاطر البيئية، التي تشكل أحد معالم مجتمع المخاطر، وتظهر في خضوع موارد البيئة للنضوب والاستغلال، مؤدية لمزيد من التدهور البيئي في المستقبل بحسب تقارير الألفية لصحة النظم البيئية بكوكب الأرض، الذي نفذته مؤسسات الأمم المتحدة، وشارك فيه العديد من الخبراء والمتخصصين، وفي سياقها ارتفعت أصوات عديدة للتنديد بانحرافات تنموية، تكرس على نطاق واسع لا حدود له أزمة العلاقة بين الإنسان والبيئة، ومن هنا تكمن أهمية الدراسة للتعرف علي مفهوم الأمن البيئي وأثره علي تنمية الوعي البيئي بالمجتمع. أن حماية وأمن البيئة لا يتحقق باتخاذ تدابير وقائية وعلاجية أو من قوانين وتشريعات فقط، وإنما يجب أن يترسخ الوعي البيئي لدى الأفراد والمجتمعات. فتوافر الوعي البيئي هو الشرط الضروري لتحقيق الحماية الضرورية للبيئة، بل وتحقيق المسئولية الاجتماعية تجاه البيئة.
|
