المصدر: | مجلة كلية التربية بالمنصورة |
---|---|
الناشر: | جامعة المنصورة - كلية التربية |
المؤلف الرئيسي: | قديحة، أحمد حسن محمد إبراهيم (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع128, ج1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2024
|
الشهر: | أكتوبر |
الصفحات: | 460 - 495 |
ISSN: |
1110-9777 |
رقم MD: | 1546872 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EduSearch |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
اختبرت الحرب في أوكرانيا؛ وهي أكبر حرب برية تشهدها أوروبا منذ عام ١٩٤٥م قدرة الحلفاء على الاصطفاف، بل ودفعت حلف شمال الأطلنطي "الناتو" للعودة إلى مهمته التأسيسية، وهي الدفاع الجماعي ضد روسيا؛ وفتحت هذه الحرب أيضا الباب لتقدم الولايات المتحدة إلى مناطق نفوذ الاتحاد السوفييتي السابق؛ فقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عزم بلاده الاحتفاظ بوجود عسكري دائم في بولندا، وستكون تلك أول قوات أمريكية دائمة على الجانب الشرقي لحلف الأطلنطي. ورغم أن الحرب في أوكرانيا لا تزال في مقدمة التحديات التي تواجه العالم الغربي، فإن مستقبل الناتو كان من أولويات القمة التي عُقدت أخيرا في مدريد بإسبانيا؛ حيث أتاحت أول مراجعة لمفهومه الاستراتيجي منذ عام ۲۰۱۰م. ولانعقاد قمة الناتو بالصورة التي جرت عليها، وبحضور أكثر من ٤٠ من قادة الدول والحكومات دلالات عدة، حيث حقق الحلف نجاحات فيما يتعلق بضم فنلندا والسويد لعضويته رغم أن هناك الكثير من الإجراءات قبل أن يدخل هذا الانضمام حيز التنفيذ يبدو أن الحرب في أوكرانيا وجهود الحلفاء لمساعدة أوكرانيا وتعزيز الردع في الشرق، كل ذلك قد أدى إلى إحياء العلاقة عبر الأطلنطي، وتجديد التركيز على أوروبا والولايات المتحدة ومع ذلك على عكس ما قد يعتقده المرء من غير المرجح أن تغير الحرب في أوكرانيا التحول المطرد في مركز الاستراتيجية والسياسة العالمية- أو أن تغير في هذا الصدد، في الاستراتيجية الجيولوجية الأمريكية تجاه منطقة المحيطين الهندي والهادئ وبدلا من وقف التحول نحو المحيطين الهندي والهادئ تقدم الأزمة الأوكرانية والاستجابة لها حتى الآن، إشارات قوية توضح كيفية تأثر الديناميكيات الجيوسياسية والأمنية الأوروبية بشكل متزايد بالديناميكيات غير الأوروبية. أصبحت الحرب في أوكرانيا جانبًا مهما في النقاش حول المفهوم الاستراتيجي لحلف شمال الأطلنطي وحول كيفية مواصلة مساعدة أوكرانيا وتعزيز الردع على طول الجزء الشرقي من الحلف. أن تجنيب أوروبا ويلات الحرب هو الهدف الذي أنشئ من أجله الناتو. وفي الواقع، يتعلق الأمر بتحقيق التوازن بين مهام أساسية تتمثل في تهديدات دولية وأخرى لا دولية؛ وتهديدات عسكرية وغير عسكرية وتهديدات مصدرها روسيا وأخرى من الصين وما سوف تسفر عنه الحرب في أوكرانيا ربما يُغاير ما كان يتوقعه الكثيرون قبل الغزو من تصورات معاصرة لفهم انعكاسات تلك الحرب على مستقبل العلاقات الروسية مع حلف شمال الأطلنطي. وقد انعكست تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على كافة الدول العالم، إذا يمكن اعتبارها أنها مواجهة بين روسيا والدول الغربية متمثلة في حلف شمال الأطلنطي، في تحد للترتيبات الأمنية وقواعد النظام الدولي القائم منذ نهاية الحرب الباردة علاوة على ذلك يمكن النظر إلى حرب روسيا على أوكرانيا التي بدأت في فبراير عام ۲۰۲۲، ومازالت مستمرة دون حسم، وتداعياتها على الأمن الأوروبي- الأطلنطي بالإضافة إلى ضم شبة جزيرة القرم في عام ۲۰۱٤ بأنه يمثل انتهاكا للقانون التأسيسي الذي تم إبرامه في عام ١٩٩٧ بين روسيا وحلف شمال الأطلنطي، الذي يتم بموجبة تحديد أهداف وآلية التشاور، والتعاون، والعمل، وصنع القرار المشترك الذي يشكل أساس العلاقات بين الجانبين. اتصالا بما سبق، سعى حلف شمال الأطلنطي من خلال اتخاذ العديد من الاستراتيجيات غير المسبوقة والإجراءات المعززة لمواجهة روسيا والتصدي لها، عبر ترسيخ لوجود دائم على المدى الطويل على الأراضي الأوروبية، فضلاً عن زيادة عمليات الانتشار سواء من قبل قوات الحلف، أو الدول الأعضاء، وفي مقدمتها الولايات المتحدة بما يعكس قدرته على تحقيق الدفاع الجماعي، وطمأنة شركاء حلف الناتو، وذلك لضمان حمايتهم من التهديدات الخطيرة المحتملة، بشكل أكثر فاعلية أيضاً في المرحلة ما بعد الحرب، وعليه فقد برهن الحلف أنه ما زال الضامن التقليدي للأمن الأوروبي. هذا بجانب الولايات المتحدة التي عملت بشكل وثيق مع الحل لتعزيز استجابته ضد روسيا علاوة على تعاونها مع الاتحاد الأوروبي والتنسيق معه لتجنب اتساع نطاق الحرب في البداية والعمل على ردع روسيا. وذلك من خلال عدد من المسارات التي جمعت ما بين آليات القوة الذكية وهو ما تجلى في الإدانة الجماعية للحرب، وفرض متدرج للعقوبات التي تستهدف الاقتصاد الروسي، وتشكيل فريق عمل يضمن تطبيق العقوبات بفاعلية على روسيا، بالتوازي مع مساعدة الاتحاد الأوروبي في تقليل الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية. الأمر الذي يعنى أن ضمان وحماية الأمن الأوروبي ما زال مرتكزاً بشكل كبير على الولايات المتحدة ودور حلف الناتو بالأساس وهو ما يمثل تراجعاً لفكرة الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي. لذا فإن أثر التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا قد ظهر واضحاً في العقلية الغربية متمثلة في حلف شمال الأطلنطي وانعكاسات ذلك على سياسات الحلف لهذا كان هناك نظرة مستقبلية لمخاوف أوروبية من اتجاه روسيا نحو تبنى سياسات توسعية. أخيراً، يمكن النظر إلى استجابة الغرب تحت مظلة حلف شمال الأطلنطي لمواجهة التهديدات الحالية والمحتملة في المرحلة المقبلة، بأنها تحمل رسالة ضمنية مفادها أن الترتيبات الأمنية القائمة منذ نهاية الحرب الباردة التي سختها الولايات المتحدة باعتبارها قوة عظمى، ما زالت تشكل تراتبية القوى الدولية في النظام الدولي لتغير هذا النمط بالقوة العسكرية لن يتم السماح به. |
---|---|
ISSN: |
1110-9777 |