المستخلص: |
يتناول هذا المقال دراسة تحليلية لقضية إحراق مكتبة الإسكندرية بعد الفتح الإسلامي للمدينة، ويهدف إلى تفكيك الروايات المتداولة بشأن مصير هذه المكتبة العريقة التي تُعد من أبرز رموز المعرفة في التاريخ القديم. ينطلق المقال من استعراض خلفية تاريخية عن تأسيس مدينة الإسكندرية على يد الإسكندر الأكبر، ودوره في ترسيخ الثقافة اليونانية، وصولاً إلى المكانة الثقافية والعلمية التي حظيت بها المكتبة باعتبارها مركزًا عالميًا للعلم. ويرتكز المقال على تفنيد المزاعم التي تُحمّل المسلمين مسؤولية إحراق المكتبة بعد فتح عمرو بن العاص للمدينة، مستندًا في ذلك إلى مصادر عربية موثوقة كأعمال البلاذري والطبري والمسعودي، بالإضافة إلى اعتماد منهج نقدي لفحص الروايات التي ظهرت بعد قرون من الحدث المزعوم، والتي تفتقر إلى السند التاريخي الموثق وتعكس في كثير منها تحيزات أيديولوجية أو استشراقية. ومن أهم النتائج التي يُبرزها المقال أن رواية الإحراق منسوجة في سياقات ثقافية وسياسية لاحقة ولم ترد في المصادر الإسلامية أو حتى الرومانية المبكرة، ما يجعلها مجرد مزاعم تاريخية لا أساس لها من الصحة. ويؤكد المقال على أهمية المنهج النقدي في التعامل مع الأحداث التاريخية المثيرة للجدل، وضرورة الرجوع إلى المصادر الأصلية وتحليلها برؤية موضوعية متأنية تبتعد عن التكرار غير الواعي للروايات الشائعة. وفي الختام، يدعو المقال إلى إعادة قراءة تاريخ العلاقة بين الإسلام والعلم بروح علمية منصفة، تُبرز الحقائق بناءً على الأدلة الوثائقية بعيدًا عن التوظيف الأيديولوجي، مما يسهم في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتقديم فهم أكثر دقة وإنصافًا للأحداث التاريخية الكبرى. كُتب هذا المستخلص من قبل دار المنظومة 2025
|