المصدر: | جذور |
---|---|
الناشر: | النادي الأدبي الثقافي بجدة |
المؤلف الرئيسي: | عيسى، علي (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Issa, Ali Issa |
المجلد/العدد: | مج 11, ج 26 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
التاريخ الهجري: | 1429 |
الشهر: | صفر / فبراير |
الصفحات: | 69 - 98 |
رقم MD: | 158990 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يعد غياث الدين أبو الفتح (أبو حفص) الحكيم عمر الخيام النيسابوري (439-527ه/ 1047-1123م) واحدا من الشعراء الفلاسفة الكبار الذين تركوا أصداء مدوية في أرجاء العالم المحتفي بالفن والفكر والتأمل. وبرغم أنه يشهد للخيام بالألمعية في علوم الرياضيات والفلك والنجوم، أتت شهرة الخيام من رباعياته التي نظمها باللسان الفارسي، فكان لها أن تنداح على ألسنة أقوام مختلفة وتجعل من الخيام إيرانيا يتحدث بكل لسان ومن إيران جغرافية وشعبا تهفو إليهما قلوب عشاق المعنى الجميل والترنيمة الدافئة والحكمة المنطوية على فصل الخطاب. ويتراءى أن طريقة الإيرانيين في تقديم المعاني في قوالب فنية أخاذة، والطابع التأملي والوجداني، والاغتراف من معين نفس مشدودة متوترة، والنظر العميق في الخلق والوجود والمصير، والجرأة في مناقشة قضايا تحس بها الأرواح العارفة، هذه جميعا كانت عوامل فعالة عملت على شد الكثيرين من أهل الأرض رجالا ونساء إلى رباعيات الخيام. وإذا كانت رباعيات الخيام قد أثارت أفواجا من الأنام، وغدت ترانيم ترددها حناجر الشداة الهائمين على امتداد أصقاع البسيطة، فإنها من نوع الشعر الذي أبهج وأزعج، وأحل وحرم، ونقض وأبرم، وهي على الحقيقة شعر يحمل عقيدة، وعقيدة تحمل شعرا، وسرور يثير الخشية، وحياة يصحبها موت، وموت يدعو إلى الحياة. وبقي الخيام بعد هذا كله يرنو من بعيد إلى هؤلاء الذين ابتهجوا بترانيمه وشدتهم آراؤه وراعتهم تحذيراته. وقد انشغل الأدب العربي الحديث بالخيام ورباعياته، فكثر مترجمو الرباعيات العرب كثرة بالغة، وتعدد من تحدثوا عن الخيام، وحاولوا تقديم صورة قريبة في اعتقادهم إلى صورته الحقيقية. ويقدم البحث الذي بين أيدينا قراءة لثلاثة تصورات لشخصية الخيام قدمها ثلاثة من الشعراء العرب الكبار، ترجموا رباعيات الخيام إلى العربية في الشطر الأول من القرن العشرين، وهم وديع البستاني وأحمد رامي وإبراهيم العريض. والتصورات المستخلصة هنا مستمدة من مقدمات هؤلاء الشعراء لترجماتهم. ويجد البحث في محاولة كشف بواعثهم في الترجمة، وبيان سعيهم الجاد لكشف الخيوط الرئيسة المشكلة لنسيج شخصية هذا المبدع الكبير، واستخدامهم المعطى التاريخي في حياة الرجل والروح الذي صورته رباعياته، لكي يقدموا لقرائهم العرب خياما يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، خياما طلع على الدنيا ذات يوم وملأ الأرض عبقا شعريا تستطيبه مشام أولئك الذين أحبوا الجميل وازدهتهم تجلياته في عالم الخلق. |
---|