المصدر: | جذور |
---|---|
الناشر: | النادي الأدبي الثقافي بجدة |
المؤلف الرئيسي: | بازي، محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 12, ج 31 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السعودية |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
التاريخ الهجري: | 1432 |
الشهر: | جمادي الاولى / إبريل |
الصفحات: | 9 - 43 |
رقم MD: | 159923 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
تُعد المعاني المعضلة وجها من وجوه الظاهرة التأويلية، ولا يتعلق الأمر، هنا، بأبيات تحتمل وجهين دلاليين. وإنما بنماذج نصية يعسر الوصول إلى مقاصدها. وكتب الأدب العربي القديمة مليئة بالنماذج الخصبة التي نقف من خلالها على إشكالات التأويل العربي ومعضلاته. أ. إن عزل بنية شعرية عن فضائها النصي الأصلي، والنظر إليها من حيث هي بنية مستقلة واحدة، من أسباب إشكال المعنى. ومعنى هذا أن الفهم وما يرتبط به من أفعال تأويلية، ثم بعد ذلك إفهام الآخر، يلزم فيها ربط الجزء بالكل، وإدماج السابق باللاحق داخل نسق من الفهم الدائري والشبكي في الوقت ذاته. ب. إشكال المعنى لا ينفصل، في نظرنا، عن اختيارات الإنتاج الأدبي، فالمنتج يملك مبادرة بناء دلالة إيضاح، مبادرة دلالة مبهمة، ومبادرة دلالة إيضاح وإبهام معاً. وقد أرجعنا، من وجهة التصور الذي انطلقنا منه، أسباب الإشكال على اختلاف ضروبها إلى نصية، وتتمثل في الكيفية التي رُكب بها المعنى في ذاته، داخل نسيجه النصي. وسياقية والمقصود بها كل المراجع الخارجية الغائبة عن المتلقي، والتي استندت عليها عملية الإنتاج بشكل من أشكال التناص والاستلهام. ج. البنيات البلاغية الاستعارية والمجازية والتشبيهية... من أكثر المستويات النصية استدعاء للتأويل، وقد مثلنا لذلك بالتشبيه من منظور البلاغة القديمة. وهو مراتب في فهمه وإدراكه، الأمر الذي يفترض في المؤول التوفر على كفاءات لغوية، وبلاغية، وخبرة بضروب الكلام. د. أوضحنا كذلك، أن استحضار المعاني المتعددة التي تحتملها اللفظة أمر ضروري لحظة تأويل المشترك اللفظي، وذلك لانتقاء المعنى المقبول اعتمادا على قرائن نصية. كما أن قارئ التأويل مدعو إلى إدراك هذا المبدأ المرن في عملية الفهم هذه، داخل نظامه للمعنى يستحضر على الدوام انسجام التأويل. ه. العلم بظرفيات وملابسات إنتاج النصوص يُقرب من مقاصد منتجها، ويحد من الاحتمالات والمظان الناشئة عن المتلقين. وقد مثلنا لهذا المبدأ بمجموعة من الوضعيات التأويلية غاب فيها العلم بأسباب نزول آيات قرآنية، فأدى ذلك إلى فهم مغلوط، لا يستند إلى قرائن صلبة. وهو ما دفع متلقين آخرين مؤمنين بهذا المبدأ التدخل من أجل تصحيح الفهم. وهكذا فكلما غابت المعرفة الحقيقية بالسياق نتجت عن ذلك، دون شك، تأويلات فاسدة. و. تباين المقاصد وعُسر انصهار الآفاق القرائية واحد من أهم وجوه المظاهر التأويلية؛ وقد وضحها المنظرون التأويليون الغربيون بأمثلة اصطنعوها اصطناعا، لشرح الظاهرة من خلالها. وقد وجدنا في كتب الأدب العربي القديم وكتب التفسير أمثلة حية وناطقة بالمقصود. وفي هذا الصدد تبعنا وضعيات متباينة لمتلق (نموذجي)، وهو عبد الملك بن مروان في تفاعله مع الشعر والشعراء نقدا، وتصحيحا، وتجريحا، وانخداعا. فاكتشفنا أن تباين مقصديات كل من المتلقي والمنتج ساهم في عسر انصهار آفاق التلقي، وإحداث فجوة ومسافة في الفهم والإفهام، مردها تخالف الأفق التصوري والجمالي لطرفي التواصل ترتبت عنها مضاعفات تجاوزت النصوص. ز. وتبعا لذلك، فإن الحالات التي لم ينصهر فيها أفق التلقي مع أفق الإنتاج، راجعة في أحيان كثيرة إلى حالة فهم لم يتوفر لها قدر كبير من المعطيات المعرفية والسياقية للنص. وكذا غياب بلاغة قرائية تؤمن بترابط أجزاء المعنى، وتعالقها داخل نظام مترابط من القول. كما لا ينفي هذا المسؤولية عن إسهام المنتجين في مقامات كثيرة في اختلال بلاغتي الإنتاج والتلقي معاً |
---|