المستخلص: |
اعتمد الجواهري في تحقيق خصوصيته الإبداعية منهجية الاستقصاء والتمحيص وإعادة الإنتاج ، و لا نعني بهذه المنهجية تلك الملامح العابرة من هذه الظاهرة التي نعثر عليها في النص الأدبي ، وإنما نشير إلى سمة لها من الوفرة والرسوخ لدى الجواهري ما يمكن معه أن نعدها إحدى الخصائص الأسلوبية لنصه المتموقع على مفترق الطريق بين الخليلية القديمة والخليلية الجديدة ، فقد جعل الجواهري من نصه ملتقى نصوص الشعر العربي متباينة العصور ، وبين هذه الروافد يطالعنا المتنبي بوصفه إحدى أكثر المرجعيات المهيمنة الكامنة في نص الجواهري . اعتمدنا في مقاربة النص من هذا المنطلق التحليلي إحدى تطبيقات المقترب النصي ممثلة بفكرة " الحوارية " بتعبير باختين ، أو " الحس التأريخي " بتعبير إليوت ، أو " التداخل النصي / التناص بتعبير كرستيفا ، وهو ما يمكن أن ندعوه أيضا بـ " مرجعيات النص " (1) .وقد اخترنا للدراسة " حواريات الكوفة " عنواناً رئيساً لا من منطلق جغرافي وإنما من منطلق الاستحقاق الابداعي لهذه المدينة العريقة التي قدمت للتأريخ الإسلامي و للدرس اللغوي والنص الشعري العربي الشئ الكثير ، حرصا على عقد الوشائج بين ماضي أدبنا المشرق وحاضره ، وحفاوةً موضوعية من الباحث بتجربتين كوفيتين مهمتين كان لهما وما يزال الأثر الكبير في كتابة النص الشعري وتلقيه النقدي على حد سواء ، فتجربة الجواهري تستحضر المتنبي بقوة .
|